الخميس 23 شوال 1445 - 02 مايو 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

منابر دمشق

تاريخ النشر 2015-10-27 الساعة 13:02:03
آداب الخطيب والمستمع
الشيخ محمد علي الملا
.

وكما قلت: من السهل جداً أن تحسن فنّ انتقاد خطيب ما، لكن هل أحسنت أيضاً فنّ انتقاد نفسك كونك مستمعاً للخطبة. ولكي تستفيد -أيها المستمع- من الخطبة على الوجه الأكمل، فإني أذكرك بنقاط تتأملها، وتأخذ بها لتستفيد من الخطبة، وتحسن فنّ استماعها

أولاً: أخذ قسط معتدل من النوم ليلة الجمعة، حتى لا يغلبك النعاس أثناء الخطبة، وذلك باتخاذ الأسباب المؤدية إلى ذلك؛ كالنوم المبكر، وترك السهر الذي اعتاده الناس اليوم

ثانياً: الاعتدال في الطعام والشراب، فلا يخصص يوم الجمعة بصيام، ولا يثقل معدته قبلها بأنواع الطعام، ويجعل وقتاً بين تناول الطعام ورواحه إلى الصلاة، ويجعل للطعام بعد الصلاة نصيباً؛ ثالثاً: العمل بالسنن الواردة؛ كالغسل وهو من آكد السّنن، والطيب والسواك، ولبس الحسن من الثياب المناسب لطبيعة المكان، ودرجة الحرارة، فإنها أمور مساعدة على الاستيعاب، وتفتّح الذهن، وحُسن الاستماع، وعدم الانشغال عن الخطبة، وتمنع النعاس أو النوم؛ عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستنّ، وأن يمسّ طيباً إن وجد"[أخرجه البخاري في صحيحه]

وعن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- عند أبي داود وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما على أحدكم إن وجد، أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته"

وبوّب البخاري: باب: يلبس أحسن ما يجد

رابعاً: عدم التشاغل قبل الجمعة بأمور الدنيا التي تشغل الفكر؛ كالبيع والشراء، وأنواع العقود، واللّهو بمتابعة أجهزة التواصل الاجتماعي قبل الجمعة مما يشتت الذهن، وقد جاء النهي عن البيع بعد النداء ويُلحق به أنواع العقود، ولعل الأذان الذي يسبق أذان الجمعة في السوق للتذكير بهذا الأمر كما جاء الأمر بالتبكير إلى الجمعة، والانشغال بأمور الآخرة كقراءة سورة الكهف والصلاة قبلها تطوّعاً

خامساً: اختيار المكان المناسب في المسجد بحيث يدنو من الإمام، ولا يستند إلى سواري المسجد وجدرانه إلا لعذر ليكون شديد الانتباه، متيقظاً مشدوداً لكلام الخطيب، وعليه أن لا يتخطى الرّقاب فيشغل غيره ويؤذيه، ولا يقيم أحداً ليجلس مكانه، ولا يجلس مقابلاً بوجهه الناس فينشغل بالاهتمام بهم ويشغلهم؛ عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا نعس أحدكم يوم الجمعة في مجلسه فليتحوّل من مجلسه ذلك" [رواه أبو داود بسند صحيح].

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1152
1  2  3  
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *