الخميس 06 ربيع الثاني 1446 - 10 أكتوبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

الدور الهام للجامع الأموي

تاريخ النشر 2012-02-09 الساعة 16:32:38
أهمية دور الجامع الأموي
إدارة التحرير
لم تكن وظيفة الجامع في العهود الماضية تقتصر على شؤون العبادة وحدها ، بل كان الجامع باتساعه وعظمته وأهمية موقعه في دمشق ، عاصمة أضخم إمبراطورية في زمانها ، حافلاً بالنشاطات السياسية والاجتماعية وكان مركزاً للإشعاع الثقافي والعلمي ، فكانت حلقات التعليم والدراسة للصغار والكبار في شتى زواياه وجوانبه ، كما أنشئت حوله عشرات المدارس والمكتبات ، حتى أصبح يؤلف معها وقتئذ مدينة جامعية حقيقية ، وتضم بعض هذه المدارس أضرحة لعظماء التاريخ كصلاح الدين الأيوبي وأخيه الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد والظاهر بيبرس .
1- الدور الثقافي والعلمي:
ويتجلى في التدريس والتعليم والإفتاء وقراءة القرآن وتدريس الفقه وأنواع العلوم ، وفي العناية بالكتب .
ذكر ابن شداد أنه كان في الجامع سنة 680هـ /1281م :
- 27 سبعاً للقرآن يحضرها 420 قارئاً .
- 73 متصدراً لإقراء القرآن الكريم .
- سبع لتلقين الصغار وعددهم 378 ولداً .
- 11 حلقة للاشتغال بعلوم الحديث الشريف .
وكان في الجامع عدد من الزوايا أو المدارس ، منها زاوية نصر المقدسي المعروفة بالغزالية والزاوية الأسدية والمنجائية والقوصية والسفينية والمقصورة الكبيرة والزاوية الشيخية والزاوية المالكية بالإضافة إلى مواعيد منها ميعاد بالكلاسة للقاضي الفاضل ، وميعاد للشيخ مجد الدين تجاه قبر هود ومائة وعشرون حلقة لقراءة الكتاب العزيز وتعليمه ، وحلقة ، وحلقة الكوثرية التي أوقفها السلطان نور الدين الشهيد على صبيان أيتام يقرؤون في كل يون بعد العصر ثلاث مرات من سورة الكوثر حتى آخر القرآن الكريم ويهدون ثوابها للواقف ، ولهم على ذلك مرتب معلوم .
وفي القرن الثامن الهجري ، كان يدرس القرآن الكريم بالجامع الشيخ إبراهيم الحلبي الصوفي بالرواق الثالث بكرة وعشياً وكانت حلقته مشهورة يحضرها الكثيرون ، حتى إنه ختم القرآن في حلقته ألف رجل اسم كل منهم محمد وكان يأتي إلى الجامع في السحر ويستمر إلى هدي من الليل .
وزار المسجد الجامع ، إبراهيم الخياري سنة 1080هـ/1669م فقال: " والمسجد ولله الحمد عامر بالتدريس في مواطن منه ، في أول النهار وآخره وبين العشاءين ، وخطيبه يراعي النغمة في أداء الخطبة كبلاد الروم ، ولا يراعي فصاحة الألفاظ ولا بلاغة المعاني مثل خطباء الحرمين ".
 
وفي سنة 1173هـ /1759م زاره الشيخ مصطفى العلواني وذكر أن بالجامع سبعة تداريس ، أعظمها تحت القبة وخمساً وعشرين حلقة ، في كل منها مدرس من بعد صلاة الفجر إلى قبيل الظهر وقال: " إن بالجامع أربعة مشاهد ، أحدها قرب منارة عيسى ، يقام به الذكر عقب صلاة الجمعة ، والآخر شرقي خارج الحرم ، وشيخه يقيم به الذكر ليلة الجمعة والاثنين ، والثالث غربي ، وشيخه على طريق الششتري ، يقام به الذكر عقب صلاة الجمعة ، والرابع غربي وله شباكان مطلان على حمام الجامع وبه بركة ماء يتوضأ منها " .
وعلاوة على ما سلف ، فقد كان العلماء الوافدون على دمشق يقيمون ميعاداً في الجامع ويجيبون عن الأسئلة المشكلة التي تطرح عليهم ، وكان يحضر مواعيدهم هذه عدد كبير من أهل دمشق ، ومن هؤلاء العلماء الغزالي وتاج الدين الكندي وسبط ابن الجوزي وغيرهم ، وقد بقيت حلقات العلم قائمة في الجامع حتى نهاية العصر العثماني واستمرت بعد ذلك ولكن على نطاق ضيق ، وصار عدد هذه الحلقات يقل عاماً بعد عام حتى وصل في أيامنا سنة 1409هـ/1988م إلى بضع حلقات ، إحداها بعد الفجر ، والأخرى بعد المغرب يحضرها عدد محدود من طلاب الشريعة ، وبعض المارة ، وفي شهر رمضان تزداد الحلقات ، ثم تعود لما كانت عليه بعد العيد .
أما المؤذنون والأئمة ، فقد كان في الجامع سنة 1300هـ/1883م خمسة وسبعون مؤذناً يبدأ عملهم مع ثلث الليل الأول فيسبحون ويبتهلون حتى مطلع الفجر على نظام مدروس ونغمات متعرف عليها .
1  2  3  4