الاثنين 20 شوال 1445 - 29 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2015-09-13 الساعة 13:00:00
فـــضــائــل لـيــالـي عشــر ذي الحــجــة وأعمــالهــا
إدارة الموقع

وَمِن فَضَائِلِ هَذِهِ الأَيَّام: أَنَّهُ يُستَحَبُّ الصِّيَامُ فِيهَا، وَأَخبَرَ نَبِيُّنَا عليه الصلاة والسلام أَنَّ فَضلَ الصِّيَامِ وَأَجرَهُ عَظِيمٌ فِيهَا، فَقَال عليه الصلاة والسلام: (مَا مِن أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلى اللهِ أَن يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِن عَشرِ ذِي الحِجَّة، يَعدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَومٍ مِنهَا بِصِيَامِ سَنَة، وَقِيَامُ كُلِّ لَيلَةٍ مِنهَا بِقِيَامِ لَيلةِ القَدر) وَكَانَ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام لا يَدَعُ صِيَامَ هَذِهِ الأَيَّامِ الْمُبَارَكَة.

وَمِن فَضَائِلِ هَذِهِ الأَيَّام: أَنَّهُ يُستَحَبُّ قِيَامُ لَيلِهَا، وَأَخبَرَ نَبِيُّنَا عليه الصلاة والسلام أَنَّهُ يَعدِلُ قِيَامُ كُلِّ لَيلَةٍ مِنهَا بِقِيَامِ لَيلَةِ القَدر، وَكَانَ ابنُ عَبَّاسٍ رضوان الله عليه يَقول: "لا تُطفِئُوا سُرُجَكُم فِي لَيَالِي العَشر" وَهَذَا كِنَايَةٌ عَن طُولِ القِيَامِ فِي لَيَالِي العَشَر.

وَمِن فَضَائِلِ هَذِهِ الأَيَّام: أَنَّ فِيهَا يَومُ عَرَفَة، وَهُوَ اليَومُ التَّاسِعُ مِن ذِي الحِجَّة، وَهُوَ يَومٌ مَعرُوفٌ بِالفَضل، وَكَثرَةِ الأَجرِ وَغُفرَانِ الذَّنب. وَقَد رُوِيَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضوان الله عليه قَال: "يَومُ عَرَفَةَ بِعَشرَةِ آلافِ يَوم" أي في الفَضْلِ والأجرِ والثَّوَاب.

ومِن فَضَائِلِ هَذِهِ الأَيَّام: أَنَّ فِيهَا يَومَ النَّحر، وَهُوَ اليَومُ العَاشِرُ مِن ذَي الحِجَّة، وَهُوَ مِن أَفضَلِ الأَيَّام، وَفِيهِ مُعظَمُ أَعمَالِ مَنَاسِكِ الحَجّ، مِنْ رَميِ الجَمرَةِ وَحَلقِ الرَّأس، وَذَبحِ الهَديِ وَالطَّوَافِ وَالسَّعي، وَصَلاةِ العِيدِ وَذَبحِ الأُضحِيَة، وَاجتِمَاعِ الْمُسلِمِينَ فِي صَلَاةِ العِيد، وَتَهنِئَةِ بَعضِهِم.

أيها الإخوة: إِنَّ فَضَائِلَ العَشرِ كَثيرَةٌ وَعَظِيمَة، لا يَنبَغِي لِلمُسلِمِ أَن يُضَيِّعَهَا، بل يَنبَغِي أَن يَغتَنِمَهَا وَيُحَصِّلَهَا، وَأَن يُسابِقَ إِلَى الخَيرَاتِ فِيهَا، وَأَن يَشغَلَهَا بِالأَعمَالِ الصَّالِحَة:

فمِنَ الطَّاعَاتِ الْمَشرُوعَةِ في هَذِهِ الأَيَّامِ الْمُبَارَكَةِ كَثرَةُ الذِّكر: لِقَولِهِ تَعَالَى: )لِيَشهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسمَ ٱللهِ فِي أَيَّامٍ مَعلُومَـاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِن بَهِيمَةِ ٱلأنعَام( وَرُوِيَ عَنِ ابنِ عُمَرَ رضوان الله عليه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ عليه الصلاة والسلام قَال: (مَا مِن أَيَّامٍ أَعظَمُ عِندَ اللهِ وَلا أَحَبُّ إِليه، مِنَ العَمَلِ فِيهِنَّ مِن هَذِهِ الأَيَّامِ العَشر، فَأَكِثُروا فِيهِنَّ مِنَ التَّهلِيلِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّحمِيد).

وَمِنَ الطَّاعَاتِ الْمَشرُوعَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الْمُبَارَكَة كَثرَةُ نَوَافِلِ الصَّلَوَات: كَصَلَاةِ الضُّحَى وَقِيَامِ اللَّيلِ وَالتَّهَجُّد، فَالْمُحَافَظَةُ عَلَى النَّوَافِلِ سَبَبٌ لِمَحَبَّةِ اللهِ لِلعَبد، وَمَن نَالَ مَحبةَ اللهِ حَفِظَهُ اللهُ وَأَجَابَ دُعَاءَه، وَأَعَاذَهُ وَرَفَعَ مَقَامَه.

وَمِنَ الطَّاعَاتِ الْمَشرُوعَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الْمُبَارَكَة كَثرَةُ الصَّدَقَة: إِذ الصَّدَقَةُ فِيهَا أَفضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ في رَمَضَان، وَمَا أَكثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ فِي أَيَّامِ العَشر، مِنَ النَّفَقَةِ وَالاستِعدَادِ لِلحَجِّ وَالعِيد، وَطَلَبِ الأُضحِيَةِ وَنَحوهَا. وَبِالصَّدَقَةِ يَنَالُ الإِنسَانُ البِرَّ وَيُضَاعَفُ لَهُ الأَجر، وَيُظِلَّهُ اللهُ في ظِلِّهِ يَومَ القِيَامَة، وَيَفتَحُ بِهَا أَبوَابَ الخَيرَات، وَيُغلِقُ بِهَا أَبوابَ الْمُوبِقَات، فَيُحِبُّهُ اللهُ وَيُحِبُّهُ الخَلق.

وَمِنَ الطَّاعَاتِ الْمَشرُوعَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الْمُبَارَكَة كَثرَةُ الصِّيَام: فَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام يَدَعُ الصِّيَامَ في هَذِهِ الأَيَّام.

فيا أيها الإخوة: يَنبَغِي لِلمُسلِمِ أَنْ يُسَارِعَ في هَذهِ العَشْرِ إلى كُلِّ عَمَلٍ صَالح، عَسَى أَن يُكتَبَ مَعَ حُجَّاجِ بَيتِ اللهِ الحَرَام، فَقَد قَالَ ابنُ رَجَب رَحمهُ الله: "لَمَّا كَانَ اللهُ قَد وَضَعَ فِي نُفُوسِ الْمُؤمِنِينَ حَنِينَاً إِلَى مُشَاهَدَةِ بَيتِهِ الحَرَام، وَلَيسَ كُلُّ أَحَدٍ قَادرَاً عَلَى مُشَاهَدَتِهِ كُلَّ عَام، فَرَضَ اللهُ عَلَى الْمُستَطِيعِ الحَجَّ مَرَّةً وَاحِدَةً في عُمُرِه، وَجَعَلَ مَوسِمَ العَشرِ مُشتَرَكَاً بَينَ السَّائِرِينَ إِلَيهِ وَالقَاعِدِينَ عَنه، فَمَن عَجَزَ عَنِ الحَجِّ فِي عَامٍ قَدَرَ في العَشرِ عَلى عَمَلٍ يَعمَلُهُ في بَيتِه، يَكُونُ أَفضَلُ مِنَ الجِهَاد، والجهاد أَفضَلُ مِنَ الحَج".

إِنَّ هَذِهِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي الْمُبَارَكَةِ مَوسِمٌ عَظِيم، فَلَا يَقُولَنَّ قَائِل: إِنَّ التَّمَتُّعَ بِهَذَا الْمَوسِمِ وَالحُصُولَ عَلَى هَذَا الفَضلِ الكَبيرِ خَاصٌ بِمَنْ شَدَّ الرِّحَالَ إِلى بَيتِ اللهِ لِأَدَاءِ الْمَنَاسِك، أَمَّا مَن قَعَدَ فِي بَلَدِهِ فَلَيسَ لَهُ في ذَلِكَ نَصِيب، وَلَئِنْ فَاتَ المقِيمَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِمَنَاسِكِ الحَج، فَلَنْ يَفُوتَهُ العَمَلُ الصَّالِحُ وَهُوَ في بَلَدِهِ وَبَيتِه، لِيَحظَى بِالْمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ وَالعِتقِ مِنَ النَّار، فَاللهُ تَعَالَى كَرِيمٌ حَلِيم، وَفَضلُهُ وَاسِعٌ عَظِيم، وَهُوَ بِالْمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيم.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1707
1  2  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *