الجمعة 24 شوال 1445 - 03 مايو 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

منابر دمشق

تاريخ النشر 2015-09-07 الساعة 14:00:00
أزواجـــاً لتـــســكنوا إلــــيـــها
الشيخ أحمد اللوجي

إذاً إنها امرأته تَشعر أنها جزء من الرجل، والرجل جزء من المرأة، وهكذا ليكمل واحد منهما الآخر، فهما ليسا فردين متماثلين، إنما هما زوجان متكاملان.

أيها السادة الكرام: حيث يقول ربنا في معرض الزوجية في موضع آخر من القرآن الكريم: )هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ( [البقرة: 187] فكأنه يشير القرآن أن الرجل يريد أن يحمي نفسه بلباسه، فهذا اللباس يكون من الرجل للمرأة وتكون المرأة للرجل، والغاية مِن اللباس ثلاثة أمور: أولاً: الحماية، ثانياً: الستر، ثالثاً: إبراز الحب، وكأن الرجل حامي لزوجه ومسؤول عنها بمجرد العقد، فقد انتقلت مسؤوليتها من أبيها إلى زوجها، كمن انتقل رزقها إلى رزقه، نعم -إخوة الإيمان- وكذلك الزوجة حماية لزوجها ستراً وعفافاً، تحافظ على أمواله وأولاده وشرفه وعرضه ودينه، وتحفظ -كما يقول علماء اللغة والأدب- على الرجل ثلاث مهمات تبدأ بحرف السين، تحفظ عليه سره وسريره وسروره. وقال تلك المرأة لابنتها يوم زفافها حفاظاً على سره: (ولا تفشي لها سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني مكره، وإن عصيت أمره أوغرت عليك صدره) تحفظ سره وتحفظ سريره فلا تخونه، بل تكون حصان عفاف رزان براء في حضرته وفي غيبته، وتحفظ عليه سروره، ما يسر به تفعله، وما يكدره تمتنع عنه، هذه هي المرأة الصالحة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من امرأة صالحة، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله)) [أخرجه ابن ماجه] هذه المرأة الصالحة التي قال عنها أحدهم لما سئل أي الزوجات أفضل؟ قال: (التي تطيع ربها، وتلزم بيتها) أرجو أن تكون هذه الرسالة موصلة إلى نسائنا في بيوتهنّ، أي الزوجات أفضل؟ قال: (التي تطيع ربها، وتلزم بيتها، وإذا غضبت حلمت، وإذا ضحكت تبسمت، وإذا صنعت جودت، وإذا قالت صدقت، وإذا ظُلمت قالت لزوجها: هذه الذي في يدك فلم أذوق غمضاً حتى ترضى، العفيفة في أهلها، والولد الودود الخدود التي كل أمرها محمود) من خير ما يستفيد في دنياه كيما يستقيم دينه قلبٌ شكور ولسانٌ ذاكر وزوجة صالحة تعينه، أي تعينه على أمر دينه ودنياه.

هذه هي آية من آية الله تعالى في هذا الخلق البديع الذي أبدعه وأوجده من العدم، هذه آية من آيات الله، إنه الزواج، فطرة الله التي فطر الناس عليها، كل واحد منهما يكمل الآخر، وكل واحد منهما يشاطر الآخر، فهي امرأة خلقت لرجل، فهي إنسان خلقت لإنسان، وعواطف خلقت لعواطف، ومشاعر خلقت لمشاعر، كل منهما يُكمل الآخر على ما يرضي الله تعالى، ليسير مركب الحياة بأمن وأمان وسلم وسلام.

اللهم اجعل بيوتنا بيوتاً إيمانية عامرة بما تحب وترضى يا رب العالمين، اللهم اجمع بين كل زوجين، وألف بينهما يا رب العالمين، كما ألفت بين علي وفاطمة، وكما جمعت بين المهاجرين والأنصار، وكما ألفت بي قلوب عبادك الصالحين، يا أرحم الراحمين، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوز المستغفرين.

بتصرف

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1270
1  2  
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *