السبت 18 شوال 1445 - 27 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

منابر دمشق

تاريخ النشر 2014-04-21 الساعة 11:46:38
ولــتَنظــر نفس ما قــدَّمــت لــغــد
الشيخ محمد فينو الفحام

يقول ربنا الجليل في محكم تبيانه: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون( [الحشر: 18-19] .

الكلام عن رابطة العبد مع الرب ، وصلة الأرض بالسماء ، كلام ٌعن تجليات النور، وعطاءات الغفور ، وإمدادات الرب الصبور ، الكلام عن الصلة هو واقع ما يتنزل على هذا القلب الذي ما خُلق إلا لحضرة الرب ، والذي جعل بتقدير الله وحكمته مَوضع سره ، فمن أعطى القلب حقه امتدت أنواره وتوسعت أمارات فضله ، وسمت روحه وعلا شأنه ، وكلما نظر إليه العباد ذكروا الله خالقهم ، وكلما نظر إلى نفسه ازداد تحققاً بافتقاره ، لأن واقع الصلة إنما هو واقع التحقق بعظمة العبودية لله ، فمن تواضع لله دون قَدره رَفعه الله فوق قدره ، وكيف يتأتى ذلك إذا كان المرء يَرى لنفسه قدراً ؟ إذا فتواضع المرء دون قدره هو أن لا يَرى لنفسه أهلاً لأي عطاء ، وإنما هو ستر رب السماء ، فيزداد افتقاراً ، ويزداد تحققاً ، ويزداد تفاؤلاً بالعمل ، كلما أعطاه الله كلما خجل من مولاه ، وهكذا حتى يلفظ آخر نفس ، وهو يشهد بها ، ويلقى ربه مبتسماً بتنزلاته عبر رؤية منزلته مسروراً بآخرته .

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1459
تحميل ملفات
فيديو مصور