الرحمة سر من الأسرار الإلهية ، يودعها ربنا تبارك وتعالى في قلوب عباده ، يدفعهم من خلالها إلى عمل الخير والبر والإحسان ، هي صفة جليلة عظيمة ، وصف بها ربنا نفسه ، فقال سبحانه: )إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيم( [البقرة: 143] وكتبها على نفسه فقال: )كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ( [الأنعام: 54] ، وأنت - أيها العبد - تخاطب ربك في كل صلاة بسم الله الرحمن الرحيم ، فإذا أنقصت ذلك لم تقبل منك صلاة ، )بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ( [الفاتحة: 1-3] ، وجعل هذه الصفة صفة ملازمة لسيد البشر ، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، فقال واصفاً بها نبيه: )لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم( [التوبة: 128].