يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ، حكايةً عن سيدنا نوح وهو يشكو قومه إلى ربه: )فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا( [نوح: 10-12].
أرسل الله سيدنا نوحاً إلى قومه نذيراً ، لينذرهم من عذاب النار في الآخرة ، ومن عذاب الطوفان في الدنيا ، ودعاهم إلى وحدانية الله سبحانه وتعالى ، إلا أنهم كذبوه ولم يؤمنوا به ولم يتبعوه ، وكان سيدنا نوح ، كما يروي سيدنا عبد الله بن عباس عن سيدنا رسول الله: أن نوحاً كان أول رسول يُرسل إلى الأرض ، وكانت رسالته إلى الناس جميعاً على وجه الأرض ، لكن قومه كذبوه وصبر عليهم ألف ملك إلا خمسين عاماً ، وهو يدعوهم ويذكرهم بالله سبحانه وتعالى ، فما كان منهم إلا أن أعرضوا عنه ، قال لهم: )يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُون( [نوح: 2-3] ، ماذا يريد الرسول من قومه إلا عبادة الله والإقرار بوحدانيته ، وطاعة الرسول فيما يصلح أحوالهم الدينية والدنيوية .