قال تعالى :]وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [ القلم/4
وقال عليه الصلاة والسلام ]:مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي مِيْزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الخُلُق[
لَقَدْ بَلَغَ مِنْ عِظَمِ مَكَانَةِ الأَخْلاقِ فِي الإِسْلامِ أَنْ حَصَرَ رَسُوْلُ اللهِ مَهَمَّةَ بِعْثَتِهِ وَغَايَةَ دَعْوَتِهِ بِكَلِمَةٍ عَظِيْمَةٍ جَامِعَة ، فَقَالَ: ] إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاق [
وَفِيْ هَذَا أَكْبَرُ دَلِيْلٍ وَأَنْصَعُ حُجَّةٍ عَلَى أَنّ الأَخْلاقُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ عُنْوَانُ مَجْدِهَا ، وَرَمْزُ سَعَادَتِهَا وَتَاجُ كَرَامَتِهَا ، وَشِعَارُ عِزِّهَا وَسِيَادَتِهَا ، وَسِرُّ نَصْرِهَا وُقُوَّتِهَا ، فَصَلاحُ الأَفْرَادِ وَالأُمَمِ مَرَدُّهُ إِلى الإِيْمَانِ وَالأَخْلاق ، وَضَعْفُ الخُلُقِ أَمَارَةٌ عَلَى ضَعْفِ الإِيْمَان .
لقد كَانَتِ الأَخْلاقُ السِّمَةَ البَارِزَةَ فِي سِيْرَةِ الرَّعِيْلِ الأَوَّلِ مِنْ سَلَفِ هَذِهِ الأُمَّة ، فَأَوْلَوْهَا اهْتِمَامَهُمْ قَولاً وَعَمَلاً وَسُلُوْكَاً ، فَيَقُوْلُ الحَسَنُ البِصْرِيُّ : [حُسْنُ الخُلُقِ بَشُّ الوَجْهِ ، وَبَذْلُ النَّدَى وَكَفُّ الأَذَى]
ومن عَلامَةِ صَاحِبِ الخُلُقِ الحَسَن: أَنْ يَكُوْنَ كَثِيْرَ الحَيَاءِ قَلِيْلَ الأَذَىْ كَثِيْرَ الصَّلاحِ صَدُوْقَ اللِّسَانِ ، قَلِيْلَ الكَلامِ كَثِيْرَ العَمَلِ ، قَلِيْلَ الزَّلَلِ قَلِيْلَ الفُضُوْلِ بَرَّاً وَصُولاً وَقُوْرَاً صَبُوْرَاً..