أيها الأخوة في الخطبة الماضية عن أهمية الأخلاق في الأسواق فإن خطبة اليوم ستتحدث عن الطريق الذي يعرف بها أحدنا عيوبه وأخلاقه كيف تعرف عيوب نفسك جرت العادة أن الإنسان لا ينظر في عيوب نفسه ينظر في عيوب الناس يرى القذات في عيون غيره قطعة الغبار الصغيرة يراها في ثوب غيره لكنه لا يرى جذع الشجرة في ثوبه هكذا جرت عادة الناس تستحسن كل أفعالها الآن لعلك تكون في عيوب لعلك تكون في خلق رديء كيف تعرف عيوب نفسك هذه الخطبة معنية بالطرق الذي تعرفك على عيوب نفسك هذه الخطبة معنية بالطرق التي تعرفك على عيوب نفسك وأخلاقك لأجل أن تصححها فيما بعد وعند الأطباء معرفة المرض نصف العلاج نصف طريق العلاج أن تعرف المرض بعد هذا ستتجه إلى علاجها المشكلة إذا كان إنسان مريض وهو لا يعرف أنه طبيب لا يوجد طريقة طبيبة في شفائه حتى يقر أنه مريض حتى يذهب إلى الأطباء ويعالجه الخوف أن يكون في أحدنا مرض خلقي وهو لا يدري هو يقول أنا ممتاز أخلاقي أحسن أخلاق هذه مشكلة مستحيل أن يتعافى هذا حتى يكتشف أنه مريض وحتى يذهب إلى الأطباء المعالجون خطية اليوم معنية بطرق أربعة تعرف بها عيوب نفسك استقرأ هذه الطرق واستقرأ ما فيها واكتشف هل فيك خلل هل فيك خطأ خلقي إن لم تجد فاحمد الله وإن وجدت فسارع إلى المعالجة أربع طرق تعرف الإنسان على عيوبه :
الطريق الأول : المعلم
أن تتخذ لنفسك معلماً بصيراً بعيوب النفس والخلق وتتلمذ عليه وتتبع نصائحه وإرشاداته وقد كانت أسواقنا التجارية قديماً تحوي ما يسمونه شيوخ الكار شيخ الكار هذا هو الرجل المعلم الذي تميز بإتقان صنعته وعلو خلقه واستقامة طريقته في الحياة .....
الطريق الثاني : الصاحب الصادق
أعني أن يصاحب أحدنا صديقاً صدوقاً حسنت أخلاقه وأن يطلب إليه نصحه فيما يرى به من عيوب كان سيدنا عمر بن الخطاب tيقول رحم الله أمريء أهدى إلي عيوبي أنا أتمنى منك يا صديقي إذا أخطأت أن تخبرني إذا رأيت في خلقاً سيئاً أن تنبهني .....
الطريق الثالث: الخصم
خصمك عدوك أي أن يستفيد الإنسان معرفة عيوب نفسه من ألسنة خصومه ومخالفيه لأن عين السخط تبدي المساوئ بما أن الخصم ساخط عليك سيظهر كل مساوئك أمامه سيراها في عينه هو لا بأس اسمع منه ماذا رأى وخذ أنت ما تراه حقيقة في المسألة وصحيحه ولكن انتفاع الإنسان بخصم يذكره عيوبه أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يثني عليه ويمدحه ما ليس فيه ويخفي عنه عينه.....
الطريق الرابع : المخالطة
أعني بها أن تخالط الناس فكل شيء رأيته مذموماً فيهم طالب نفسك بتركه وتجنبه لأنك بصير في الأخلاق السيئة بالناس وطباع الناس تتشابه وطبعك يشبه طبع الناس وربما كان فيك هذا الطبع لكنك لا تراه خالط الناس فكلما رأيته مذموم فيهم طالب نفسك أن تتركه .....
خطب الجامع الأموي 
الدكتور مازن مبارك
