الجمعة 17 شوال 1445 - 26 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-12-28 الساعة 16:14:12
من علامات حُسن الخُلُق: بذل المعروف
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 4 من ربيع الآخر 1439 هـ - 22 من كانون الأول  2017 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه وهدى ورحمة للعالمين أرسله, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي مِن عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير.

فَضِمن المنهج العام لخطب الجمعة -أيها الإخوة المؤمنون- نُكمل حديثنا عن موضوع الأخلاق، فذكرنا أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم جعل سبب بِعثته أن يُتمم مكارم الأخلاق، وأنَّ الأخلاق جُزء مِن الإيمان، فإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق من الأخلاق، والحياء شعبة من الإيمان، ولا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، فالأمانة جُزء مِن الإيمان، ((يا عائشة، إنَّ حُسن العهد مِن الإيمان)).

-----

والفِكرة الثالثة: أنَّه لا يجوز للإنسان المؤمن أن يَقول إنني لا أستطيع أن أتغير، فهذا انهزم قبل أن يبدأ المعركة، وإنما المؤمن قادر في كل وقت وحين على أن يُغير مِن أخلاقه وسلوكه.

ثم تكلمنا بَعد ذلك عن حُسن الخُلُق مع الله، وهو التَّصديق بأحكام الله سبحانه وتعالى والعمل بها، والرضا بقضاء الله وقدره، وانتقلنا للحديث عن علامات حُسن الخلق:

العلامة الأولى مِن علامات حُسن الخلق: بسط الوجه، أن يَكون الإنسان مبتسماً لطيفاً ظريفاً، دائم البشر والابتسامة، فهذه علامة مِن علامات حُسن الخلق، إنَّه كَلام سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم: ((وتبسمك في وجه أخيك صدقة))، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))، ورأينا مِن سِيرته وشمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم كيف أنَّه كان دائم البشر، وكان يلقى الرجل فإذا رأى في وجهه بِشراً -أي ابتسامة وانشراحاً وانبساطاً- أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأكمل معه الحديث، وكيف كان عليه الصلاة والسلام يُمازح أصحابه ويمازح أهل بيته، وإذا مازحه أحدهم ضَحِكَ صلى الله عليه وسلم، فالعلامة الأولى مِن علامات حُسن الخلق: بسط الوجه، أي الابتسامة، اللطف، الظَّرف.

العلامة الثانية -أيها الإخوة نتكلم عنها في هذه الخطبة- مِن علامات حُسن الخلق: بَذلُ المعروف، والظاهر مِن هذه العبارة التي ذكرها سيدنا عبد الله بن المبارك أنَّ (عَلامات حُسن الخلق: بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى)، الظاهر مِن هذه العبارة أنَّ المقصود بِبَذل المعروف إنفاق المال، وهذا شيء مُراد بذاته في الحقيقة، ولكن لَيس هذا هو المطلوب فقط، ليس فقط المطلوب بذل المال، إنفاق المال إكرام النَّاس بمالك، ولذلك المفكر الدمشقي الكبير رحمه الله الشيخ عبد الرحمن حَبَنَّكة يقول في كتابه الأخلاق الإسلامية وأسسها يقول: عَبَّرَ عَن بَذلِ المعروف بِالعطاء، فالمؤمن دائماً في عطاء، والعطاء يتنوع، فَمِنه العطاء في المال، ومِنه العطاء من العلم والمعرفة، فكل إنسان عَالم، كل مُدَرِّس في مدرسته، كل دكتور في جامعته، كل إنسان مؤمن عنده حكمة صغيرة عَلَّمَهَا مَن لا تُوجد عنده أو مَن لا يَعرفها فاستفاد منها، فَهَذا عطاء وبذل للمعروف، وهو مِن علامات حُسن الخلق، فأساتذتنا وشيوخنا رحمهم الله هُم أول مَن كان يبذل هذا العطاء، وكل مَن عَلَّمنا له فضلٌ ومِنَّة علينا، فَكُنَّا جُهلاء فَعَلَّمونا، فأصبح الواحد مِنَّا يَعرف القراءة والكتابة، وتَصَوَّر حياتك بدون أن تَعرف القراءة والكتابة، وخُصوصاً في هذا العصر، عصر التكنولوجيا، تَصَوَّر أنَّك لا تعرف الحروف ولا نُطقها ولا كتابتها، لا بالقلم ولا على الكمبيوتر ولا على الجوال، كيف سيكون حالك، اليوم في هذه المعمعة الكبرى مِن الازدهار والتَّقدم في التَّواصل الاجتماعي فيما بين الناس وفي التكنولوجيا الحديثة، فَمَن عَلَّمك؟ الآنسة والأستاذ، مَن عَلَّمك الحروف حتى نَطقتها وحتى كتبتها؟ أَنتَ مُمتن له أو لها طيلة عمرك، فكيف بمن عَلَّمك السلوك والأخلاق والأدب! كيف بأبيك الذي تَعب عليك في التَّوجيه والتَّعليم! كيف بِأُمِّك التي بَذلت مِن روحها وجسدها وسهرت الليالي حتى صِرتَ شَخصية معروفة أو على الأقل مُحترمة بين الناس، تُسَلِّم على الناس ويُسَلِّم النَّاس عليك، إذا ابتسمت في وجههم ابتسموا في وجهك، إذا تكلمت إليهم استمعوا إليك، وإذا نَصحتهم أجابوك، وهكذا ...، فَكل مَن عَلَّمَنا له فضل علينا، هذا عطاء، هذا مِن علامات حُسن الخلق، ومنها عطاء النَّصيحة، فَمَن نَصحك فاعلم أنَّه إنسان حَسَنُ الخلق، لماذا؟ لأن الإنسان الذي لا يُحبك لا يَنصحك، هو إنسان منافق، يَرى عليك الذَّنب، وأنا أتكلم الآن بشكل عام لإخواننا ولشبابنا الناشئ، إذا كان مَعك صَديق تَعصي الله عز وجل معه في مخالفة شرعية، ثم بعد ذلك لا يَنصح أحدكما الآخر فهذه المركب التي تركبونها سوف تَغرق، المركب الذي إذا ثُقِبَ فِيه ثُقب فلم يَقم واحد ممن يَركبون في المركب وهو مَركب الحياة التي نَعيشها بأن يَدُلُّنا على مَكان تَسَرُّب الماء، فَإِنَّ هذا المركب سَيَغرق، فَصَدِيقُكَ الذي يَراك مُتكبراً وعُنجهياً ولا يَنصحك هذا إنسان لا يُحبك، وليس إنساناً حَسَن الأخلاق، هو إنسان منافق، إذا رأى عليك أمراً وجب عليه أن يُذكرك بالله، وأن يُقَوِّمَك، وأنت نفس الترتيب، إذا رأيت عليه شيئاً فلم تُذكره بالله ولم تَنصحه فأنت لست بِحَسن الخلق، لأن فيك خَصلة بشعة، هي خصلة النِّفاق، تُعانقه وتُقبله وتُصافحه أهلاً بالحبيب، وتَدُقُّ له على ظهره، ويَدُقُّ لك على ظهرك، [كيفك يا أبو الشباب، والله اشتقتلك يا حبيبي، والله وأنا بالأكتر]، وأنت ترى عليه شَيئاً مِن سُوء الأخلاق ولا تَنصحه، هذا مِن سُوء الأخلاق، وليس مِن حُسن الخلق.

اليوم -أيها الإخوة- مَا أكثر مَن يتكلم بالنِّفاق والمجاملات، المجاملات مطلوبة والنِّفاق مَرفوض، وقد عرف شيخنا رحمه الله الشيخ صالح فرفور، كان يقول لنا رحمه الله: المجاملة هي بَذل الدُّنيا مِن أجل الدِّين، لكي يَسلم الدِّين تَبذل الكَّلمة، هِي دُنيا، تبذل المال وتبذل أي شيء لِيَسلم الدِّين، لكن النِّفاق بَذل الدِّين مِن أجل الدُّنيا، فانظر مِن أيِّهما أنت، لكن النَّصيحة لا تَكون بالفضيحة، ولا تكون بالعلن، بل تكون فيما بينك وبينه، تأتي فَتُسِرُّ إليه سِرَّاً في أذنه، أو في جلسة لا يكون فيها غيركما، فَتَنصحه وتَدُلُّه على الصَّواب، هذا مِن حُسن الخلق، وأمَّا النِّفاق هو أن تَرى العيب على أخيك المؤمن فلا تنصحه، هذا مِن سُوء الخلق.

وكذلك يكون العطاء مِن طاقات الجسد، بالمعونة والخدمة، يعني لَيس فقط مَن يَبذل ماله مِن الأغنياء، وهذا أَمرُ عَظيم جزاهم الله عنا كل خير وبارك الله بهم، وخصوصاً تُجَّارُ الشَّام، والله فيهم أشخاص فيهم الخير والبركة، وفيهم أشخاص يُحبون بذل المعروف كما يُحب أحدنا مثلاً أي إنسان مُقَرَّب إليه، هذا أمر رائع، لكن يقول الشيخ عبد الرحمن رحمه الله: العطاء مِن طاقات الجسد بالمعونة والخدمة، كم وكم هُناك أشخاص ليس معهم المال، وباعتبار العمل في الأوقاف نَرى أشياء عجيبة، يَأتيك إنسان مِهنته دَهان، يَدهن الجدران والأبواب، ونقوم نحن ببناء مسجد، يقول لك: أنا أريد أن أتبرع بجهدي وعملي مِن أجل هذا المسجد، يأتي النَّجار يقول: أنا أتبرع بجهدي وعملي، يأتي الكهربائي يقول: أنا أتبرع بجهدي وعملي، هُناك أناس محبين لأهل العلم، تجدهم بُسطاء، يُحبون الخدمة، خدمة أهل العلم، خدمة طلاب العلم، هُناك أُناس يَطبخون لأهل العلم في أقسام المبيت في المعاهد والثانويات الشرعية، لله تعالى، وعندهم مَطابخ مَرموقة في دمشق، مَطابخ لها اسمها، هؤلاء عِندهم عطاء، هذا العطاء ليس بالمال وإنما بالجهد بالخدمة، فهذا الإنسان إنسان حَسَنُ الخلق، يَبذل المعروف.

وقال رحمه الله: وكذلك يكون العطاء بالعطاء النفسي، بالعطف والحنان والكلمة الطيبة، والدعاء وطلاقة الوجه والشُّفعة، يعني أحياناً أنت مِن علامات حسن الخلق بذل المعروف، ليس عندك مال، وربما لست بِصاحب مهنة، مثل هذا الإنسان العامل الذي يُريد أن يقوم بجهده وتعبه مِن أجل أن يقوم بخدمة الناس، ولكن أنت تَعرف شخصاً مِن الأشخاص يُمكن أن يَقضي حاجة لهذا الإنسان صاحب المشكلة، فكلمت هذا الإنسان فَشَفِعت له، يعني استخدمت جَاهك من أجل أن تحل مَسألة هامة لأخيك المؤمن، هذا مِن حُسن الخلق، ومِن علامات حُسن الخلق.

نستنتج -أيها الإخوة- أنَّ كَلمة بَذلِ المعروف هي كلمة واسعة لا تقتصر على المال، وإن كان أعلاها هو المال، لأن المال شقيق الرُّوح كما يقولون، وربنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بَيَّن هذه الحقيقة فقال سبحانه وتعالى -وكلكم يحفظ هذه الآية-: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ ]التكاثر: 6-8[، ما هو الخير؟ المال هنا، هكذا قال المفسرون، وَإِنَّهُ لِحُبِّ المال لشديد، فالإنسان الذي تَعِبَ في هذا المال ثم بعد ذلك بَذَله وأنفقه هذا إنسان عظيم، ولِذلك يُظِلُّه الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ((ورجل تصدق بصدقة حتى لا تَعلم شماله ما تنفق يمينه))، ولكن يُمكننا إذا لم نَكن مِن أصحاب الأموال أن نَبذل المعروف بابتسامة، ((وتبسمك في وجه أخيك صدقة))، بخدمة، قال عليه الصلاة والسلام: ((وتُعين الرجل على دابته فتحمله عليها))، إنسان عجوز لا يَستطيع أن يركب، إنسان عجوز ما استطاع أن يحمل الأغراض، ركضت فأخذت الأغراض مِن يده وأوصلتها له، هذا مِن حُسن الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: ((فَتَحمله عليها))، تُعينه لكي يركب دابته، ((أو تحمل له عليها متاعه))، هو راكبٌ على الدابة، وأغراضه على الأرض يريد النزول ليأخذها، فأتيت أنت وناولته أغراضه، مِثل إنسان يركب سيارته، وإنسان عجوز كبير في السِّن، أو أُستاذك أو مِن أهل العلم والفضل، أو جارك أكبر منك سناً، فهو جالس بسيارته وهناك غرض يُريد أن يأخذه فجئت أنت وناولته له داخل سيارته، ((فتحمله عليها أو تحمل له عليها متاعه صدقة)).

خِبرتك في عملك المهني أنت كعامل، وخِبرتك في علمك أيها الأستاذ والدكتور، خبرتك في الاقتصاد الذي مُمكن أن تنفع فيه الناس وبلدك ووطنك والفقراء، خبرتك في المجال العاطفي عندما تَنصح النَّاس، أنت أيها الأب في بيتك تَبذل المعروف بتقييمك وتقويمك لأبنائك في المنزل ولبناتك ولزوجتك، بأن تكون قدوة لهم، فأنت تبذل المعروف، لأنه مِن طاقات الجسد ومن العطاء النفسي، كل ذلك وغيره مِن علامات حُسن الخلق.

ولكن الفكرة هي التالية: هل أنت تَضع في حِسابك بشكل دائم أن تَكون إنساناً صاحب خُلق حَسَن؟ يعني هذا في أولوياتك؟ عندما تُفكر هل تَضع في حِساباتك أنَّك تُريد أن تكون مُطيعاً لله ورسوله في كل أحوالك؟ أم صُدفة إذا طلب واحد نُعطيه، وإذا لم يطلب لا نُعطيه، على الصُّدفة إذا استطعنا أن نَخدم إنسان نخدمه، وإذا لم نَستطع لا، أم أنَّك تَتَلَمَّس خِدمة النَّاس؟ هناك فرق بينهما، بَينما يَكون الإنسان أخلاقياً بِالصُّدفة، بينما إنسان يَتلمس خِدمة النَّاس، فهو عندما يَخرج مِن بيته صباحاً يَنوي أنَّه خَرج سَعياً على العِيال، وأن لا يَسأل النَّاس حتى يَأخذ الأجر والثواب في كُلِّ لحظة، وهو يعمل ينزل فيتلمس في الطَّريق، أنا أعلم أُناساً يمشون في الطُّرق، وهو يمشي ينظر، إذا وجد حَجَراً أزاله، إذا وجد زجاجة أزاحها، إذا وجد خبزاً يابساً يَضعه على جنب، طيلة مشيه في الطريق، حتى يَصل للمكان الذي يذهب إليه، يبذل المعروف والخدمة للناس، [بدمه ماشية الخدمة ماشية بدمه، قضاء حاجات الناس بدمه]، ما تقرب إلى الله عز وجل بشيء أحب من إدخال السرور على قلوب المسلمين وقضاء حوائج الناس، وهذا مقام الخدمة مقام كبير جداً جداً.

فَبَذل المعروف بكل أنواع العطاء شيء عظيم جداً، كان أحد علماء الشَّام يقول لتلاميذه رحمه الله يقول لهم: يا أبنائي، إذا طَلَعَت عليكم الشَّمس وغَربت فلم تَخدموا مُؤمناً أو تَقضوا حاجته أو تَسعوا في حاجة أرملة أو يتيم أو مِسكين أو طالب علم أو خِدمة مِن الخدمات فانظروا ماذا فعلتم، قالوا له: يا سيدي ما فهمنا عليك، إذا طلعت عليكم الشمس وغربت ولم نَقم بخدمة النَّاس وقضاء حوائجهم فلننظر ماذا فعلنا، قال: هُناك ذنب ومعصية حجبكم الله بهذا الذنب وبهذه المعصية حجبكم عن مقام الخدمة، لأن مقام الخِدمة مَقام كبير جداً جداً، لا يستطيعه كل الناس، هناك أناس يملون من يوم أو يومين، [وبعدين مَلينا يا أخي، دفعنا مرة وتنتين، وبعدين حاجة بقى، يا أخي عندنا شغل ثاني، حكينا مع فلان لنقضي حوائج الناس مرة ومرتين وبعدين، يا أخي حوائج الناس ما بيقضيها إلا يلي خَلقها، في ناس بتمل وتكل وتسأم، وفي ناس الخدمة ماشية بدمها]، قال: فانظروا ماذا فعلتم مع الله، لقد فعلتم ذنباً أو معصية حجبكم الله بها عن خدمة الناس وقضاء حوائجهم، لأن مَقام الخدمة مقام عالٍ جداً، لا يُعطيه الله لكل الناس، هناك أُناس اختصهم لقضاء حوائج الناس، ببذل المعروف لهم، وهذا مِن علامات حُسن الخلق.

لا شك أنَّ كُلَّ واحد بيننا في هذا المسجد له حَسنة، له عمل عَلِمَهُ النَّاس أو جهلوه، يَخدم به النَّاس، وهو علامة مِن علامات حُسن خلقه مع الله ومع الخلق، ولكن ما نُريده هو أن نُطَوِّر أنفسنا، أن يكون بَذلُ المعروف بكل أنواعه دَيدناً لنا في حياتنا، عادة مِن عاداتنا، نُفكر فيه قَبل أن نُفكر في مصالحنا، تَعلمون لماذا؟ لأنَّه جَوازُ السَّفر بالعبور إلى الجنة.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعني وينفعكم بما قلت وبما سمعتم.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يَغفر لكم فيا فوز المستغفرين.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1038
تحميل ملفات
فيديو مصور