الجمعة 24 شوال 1445 - 03 مايو 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2016-11-22 الساعة 13:15:00
استقبال شهر رمضان
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 05 / رمضان / 1437 هـ -  10 / حزيران / 2016 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون ولو كره المشركون والملحدون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله r، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

إِلَهِي لا تُعَذِّبنِي فَإِنِّي
وَمَا لي حِيلَةٌ إِلا رَجَائِي
وَكَمْ مِن زَلَّةِ لِذِي الخَطَايَا
إِذَا فَكَّرتُ في نَدَمِي عَلَيهَا
أَهِيمُ بِزَهرَةِ الدُّنيَا فُتُوناً
وَلَو أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهدَ فِيهَا
يَظُنُّ النَّاسُ بِي خَيرَاً وَإِنِّي

 

مُقِرٌّ بِالذِي قَدْ كَانَ مِنِّي
لِعَفوِكَ إِنْ عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنِّي
وَأَنْتَ عَلَيَّ ذُو فَضلٍ وَمَنِّ
عَضَضْتُ أَنَامِلِي وَقَعَرْتُ سِنِّي
وَأَقْطَعُ طُولَ عُمرِي بِالتَّمَنِّي
قَلَبْتُ بِأَهلِهَا ظَهرَ الْمِجَنِّ
لَشَرُّ الخَلقِ إِنْ لم تَعْفُ عَنِّي


اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.

اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما لا أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيِّ والحَصَر.

أعذني ربي من حَصَر وعيٍّ

 

ومن نفس أعالجها علاجاً

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: نبارك لكم وللأمة جمعاء ولادة هذا الشهر الكريم العظيم المبارك، شهر رمضان الذي جعله الله سبحانه وتعالى موسماً من مواسم الخير، وجعله الله سبحانه وتعالى مفتاحاً للرحمة والمغفرة والعتق من النار، ولله خواص كما أقول دائماً، لله خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص، ومن هذه الخواص في الأزمنة: شهر رمضان المبارك، فشهر رمضان هو شهر القرآن الكريم، )شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ([البقرة: 185]، وشهر رمضان هو شهر التوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، فمن كان قائماً على معصية أو مخالفة شرعية فيتوب في كل وقت وحين، ويؤوب إلى الله في كل وقت وحين، ولكن أوبته وتوبته في رمضان أدعى للقبول، ويجد في ذلك من يجذبه إلى الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان المبارك، لماذا يَجد المرء نفسه في رمضان أقرب إلى الله سبحانه وتعالى من بقية الشهور؟ سؤال طَرحه الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي، وطرحه على كثير من المشايخ وطلاب العلم، لماذا يجد المرء نفسه في شهر رمضان أقرب إلى الله سبحانه وتعالى من بقية الشهور؟ يُمكن أن نُجيب عن هذا السؤال ببساطة، وذلك لأن الإنسان مخلوق من جسد وروح، لا قِيمة للجسد بغير الروح، الدليل: الإنسان يَلبس ويتأنق ويُلمع حذاءه، يأتي إنسان يَدوس له على الحذاء، [يتغبر الحذاء تبعه فبينزعج بيطلع خلقه تعذب لمع الحذاء ودعسله عليه]، وعندما يموت تخرج روحه يوضع تحت التراب ويُهال التراب فوق رأسه وهو صامت لا يجيب، صامت لا يجيب، ما الذي حصل؟ قال: خرجت الروح من الجسد، ما الذي يَحصل في حياتنا اليومية الدائمة، ما الذي يحصل؟ نقوم نحن بتغذية أجسادنا في الأيام العادية الطبيعية الجسد يحتاج إلى الطعام، فنذهب ونشتري الخضار واللحمة، والمرأة والزوجة في البيت تطبخ طبخة حتى نغذي الجسد وتتمتع بالطعم هذا الطعام، شراب يذهب ويشتري العصير، يصنع الشاي والقهوة، يتمتع يتلذذ يغذي جسده، يحتاج إلى زواج فيتزوج ليمتع جسده وليقيم سنة الله في أرضه في بقاء النسل الإنساني وإقامة الخلافة في الأرض، يريد أن يَنعم فيشتري منزلاً أو يستأجر، يُريد أن يُريح أقدامه وجسده فيشتري سيارة، وإذا عنده بيت وسيارة يشتري مزرعة ليرفه عن نفسه، وعلى كلٍ كل ما نقوم به في حياتنا الدائمة حتى العمل من أجل خدمة الجسد، كله يخدم الجسد ويغذي الجسد، وتجلس الروح هكذا مُنتظرة مَن الذي سوف يُغذيني، [لسا راكدين وراه لهالجسد، أكل وشرب وزواج وبيت وسيارة، طيب وأنا خليكي، على جنب] نركن الروح جانباً ولا نغذيها، والقاعدة معروفة: كُلما غذيت جسدك على حساب روحك كُلما دنوت من العالم السفلي، عالم النفس الأمارة بالسوء، وكلما غَذَّيت روحك على حساب جسدك ارتقيت في العالم العلوي، فأصبحت نورانياً، فهُناك عالم سفلي نَشعر به عندما ننساق وراء الأهواء والشهوات، تجد الإنسان تحدثه نفسه بمعصية فوراً يَنساق إلى فعل هذه المعصية، لا يوجد مقاومة أبداً، معصية فوراً، ما الذي حصل؟ قال: هذا إنسان قريب من العالم السفلي، المخالفات الشرعية بالنسبة له سهلة في متناول اليد، لا يوجد مقاومة، لماذا؟ غذى جسده على حساب روحه، لم يُغذي روحه، لذلك يُصبح فعل المعاصي والآثام سهلاً، أصبح قريباً من العالم السفلي، ما العالم السفلي؟ الذي يقول الله عز وجل فيه: ﴿وَما أُبَرِّئُ نَفسي إِنَّ النَّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣].

وخالف النفس والشيطان واعصهما * وإن هما محضاك النصح فاتهم

الشيطان والنفس من عالم الحضيض، تحتاج إلى ما يُعادل هذه النتيجة، الذي يُعادل هذه النتيجة غذاء الروح، غذاء الروح لكي ترتقي، لست أنا الذي أتحدث، رب العزة والجلال سبحانه وتعالى، وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، الروح تتغذى بذكر الله سبحانه وتعالى، وما أبعدنا عن ذكر الله الله عز وجل، يقول الله تعالى في سورة الرعد: ﴿الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾ [28]، هذا غذاء الأرواح، المؤمن مطالب بأن يذكر الله كثيراً، قد تقول لي: أنا ذاكر، الحمد لله، معناها روحي عندها غذاء، وأنا مع ذلك أشعر أنني بَعيد عن الله، لا أنت ما تذكر الله كثيراً، ذكر الله القليل من صفات المنافقين وليس من صفات المؤمنين، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142]، المؤمن الحقيقي صاحب الغذاء الحقيقي للروح يتمثل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [الأحزاب: 41-43]، أين هذا الارتقاء الروحي العلوي؟ في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ﴾ الله وملائكته يصلون على مَن؟ على من يصلون ربنا والملائكة؟ ﴿إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[الأحزاب: ٥٦]، النبي الله والملائكة يصلون عليه، أين الارتقاء؟ قال: عندما تذكر الله كثيراً يُصلي الله عليك وملائكته، لا أقول وصلت إلى درجة النبوة أو الرسالة، لكن صرت وبت مُقرباً من الله، الدليل أنك صِرت بالعالم العلوي النوراني المقرب من الله، قال ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ﴾، نُعيدهم الآيات: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 41-43]، إذا ذكرتم الله كثيراً أرفعكم من العالم السفلي إلى العالم العلوي، وأنقلكم من الظلمات إلى النور، والمسألة الثالثة أُصلي عليكم أنا وملائكتي، عَرفتم لماذا نَشعر أننا في رمضان أقرب إلى الله؟ لأننا نذكر الله، لأننا نقرأ القرآن الكريم، لأننا نصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والصلاة على الحبيب المصطفى كما ورد في حديث أبي في سنن الترمذي قال: ((إذاً تُكفى همك ويغفر ذنبك)) وفي رواية: ((ويقضى دينك))، قَضاء ديون، وتفريج هموم، وارتقاء روحي في شهر رمضان، تُوضع هذه الجبهة على الأرض سجوداً لله عز وجل في قيام الليل في رمضان التي نسميها صلاة التراويح أو في التهجد قبل الفجر، تُوضع الجبهة على الأرض وكأنك تناجي ربنا عز وجل، وتقول له: يا الله هذه الجبهة لم تَسجد طيلة حياتي إلا لجلالك يا رب، فارحم ذُلي بين يديك، عَرفتَ لماذا تَشعر أنك أقرب إلى الله؟ كُلما نزلت الجبهة على الأرض أكثر أنت تترقى أكثر، كلما شعرت بذل العبودية بين يدي الله سبحانه وتعالى الله عز وجل يرفعك في العالم العلوي، يحصل شيء من التوازن بين غذاء الجسد وغذاء الروح في شهر رمضان، بذكر الله والصلاة على رسول الله، وقراءة القرآن الكريم وصلاة قيام الليل وصلاة التهجد، وحفظ الجوارح عن المعاصي والآثام، مثال ذلك مثال بسيط سمعته من أحد الدعاة إلى الله عز وجل، قال: هذه الجوارح السمع والبصر الجوارح السمع والبصر واللسان، هذه مثل نوافذ وأبواب على القلب، نوافذ وأبواب على القلب، إذا تركتها مفتوحة يدخل الغبار ويتراكم كله في القلب، [لأن تارك عينك مفتوحة، وأدنك مفتوحة عالحرام، والنظر للحرام، وأذنك تستمع إلى المخالفات الشرعية والحرام، ولسانك يتكلم بالحرام، سب وشتم كذب نميمة غيبة بهتان، وما أكثره اليوم، كلام نابي] قال: هذه نوافذ فتحتها على القلب، فالقلب يتسخ، يَحتاج إلى عملية تنظيف، قال: فإذا تركت هذه النوافذ مفتوحة أنت تنظف، ثم يدخل الغبار مرة ثانية، أنت تنظف ويدخل الغبار أنت تنظف، ماذا تحتاج، قال: تحتاج إلى إغلاق النوافذ، المسألة بسيطة، قم وأغلق النوافذ ثم نظف، يقول سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم: ((إن القلوب لتصدأ)) [تتسخ كثيراً، يتشكل عليها الصدأ، شوف الصدأ مثال بالحديث النبوي مو غبار، إن القبل لتغبر لتتسخ لتصدأ الصدأ صعب يروح بده شغل أما الغبرة بنفخة بتروح والوسخ بمسحة بروح، لكن الحديث جاء: ((إن القلوب لتصدأ)) الصَدأ صعب يروح، الصدأ بده شغل، بده مجاهدة، ((إن القلوب لتصدأ، وجِلاؤها ذكر الله، وجلاؤها ذكر الله))، فأغلق النوافذ في شهر رمضان المبارك، يَقول سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (إذا صُمت فليصم سمعك وبصرك)، ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر))، لماذا؟ قال: ما قام بإغلاق النوافذ، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))، يعني قول الزور كل ما هو منكر وبهتان فهو زور، فإذاً نحن مُطالبون بإغلاق النوافذ في شهر رمضان، مع الذكر لله، وكل ما قلناه عن قراءة القرآن وقيام الليل تتغذى الأرواح به وترتقي، ونشعر أننا أقرب إلى الله عز وجل، لأن هذا التوازن حصل في النفس الإنسانية.

عندنا الشي الآخر المهم أن غذاء الأجساد مُكلفٌ جداً، الطعام مُكلف، الشراب مكلف، العمل متعب ومكلف، الزواج مكلف، كله للجسد، تريد أن تشتري بيتاً أو تستأجر بيتاً فهذا مُكلف، لكن غذاء الأرواح مجاني، ذكر الله، قراءة القرآن، الصلاة، السجود بين يدي الله عز وجل بالأسحار، مجاني، فانظر إلى عقل الإنسان كيف يُفكر، يتهافت ويتسابق إلى ما هو مُكلف، ويترك ما هو مجاني، ومَا هو مُكلف سوف يَكون حُجة عليه يوم القيامة، وما هو مَجاني سيكون حجة له يوم القيامة، [وبيركض بقلك القط بحب خناقه شو يعني خناقه قال بيركض لعند واحد بده يخنقه بلاعبه للقط بيلاعبه يلاعبه هيك بعدين بيقسى عليه باللعب للقط بيجي لحتى يخنقه برد بيرجع لعنده مرة تانية القط مشان يلعب معه، فنحن غذاء الأجساد مكلف كتير وشاق بكلفك تشتغل كل يوم 12 ساعة و13 ساعة مشان أكل وشرب وزواج وبيت ومرة ونسوان وسيارة، وغذاء الأرواح مجاني بنركض عالمكلف منترك المجاني، هذا المكلف حجة علينا يوم القيامة، المجاني حجة لنا] كيف يُفكر الإنسان؟ كيف يعيش هذا الجسد؟ لا يَعيش في اتزان، سيعيش في تناقض.

شهر رمضان موسم خير، نَسعى فيه إلى إنقاذ أرواحنا التي بقيت جانباً مَركونة جانباً طويلاً مِن الزمان، ردحا طويلا من الزمان، بَعيدة عن الغذاء، تحتاج إلى الغذاء، فلا تحرموها منه.

أختم هذه الخطبة ببرنامج رمضان، برنامج رمضان لم أضعه أنا ولا أنت، وضعه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، الحديث في صحيح ابن خزيمة، عن سيدنا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: ((يا أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك، –فشهر رمضان سماه سيدنا الرسول عظيم ومبارك، مو نحنا فيه ليلة خير من ألف- شهر جعل الله صومه فريضة وقيام ليله تطوعاً، مَن تقرب فيه بخصلة من الخير، -فإذا عنا صيام وقيام هي البرنامج، وعنا ليلة القدر مشان نجهز حالنا، وعنا مبرات وأعمال نافلة، سنن مؤكدة يَجب أن نفعلها- مَن تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، -نواسي الفقراء والمحتاجين والمساكين والأرامل، وأسر الشهداء- وهو شهر المواساة، وهو شهر يُزاد فيه في رزق المؤمن، -كلنا نَشعر بذلك أن الله يزيد أرزاقنا بشهر رمضان المبارك، صح ولا غلط، تاجر يعني الغني يزيد رزقه والفقير يزيد رزقه- وهو شهر يزاد فيه في رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجرهم شيء، -الرواية الأخرى في غير صحيح ابن خزيمة في حديث سلمان: ((مَن فطر صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ولم ينقص من أجره شيء)) إذا بدنا نفطر الصائمين ولو الأرحام نَعملهم عزيمة على الفطور، هي برنامج رمضان، شهر الصبر، شهر المواساة، من فطر فيه صائماً، مو شرط عزايم وتكاليف باهظة، لا، والأفضل أن نرسل هذا الطعام للأيتام والأرامل والمساكين والمهجرين والفقراء، يقول عليه الصلاة والسلام تتمة الحديث- وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، مَن خفف فيه عن مملوكه كان مغفرة لذنوبه، أو كان عتقاً لرقبته من النار -أيضاً كان بزمانهم يوجد عبيد- واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين لا غنى لكم عنهما، وخصلتين ترضون بهما ربكم، أما الخصلتان اللتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار -إذاً ماذا نُكثر في شهر رمضان؟ اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، اللهم إنا نعوذ بك من سخطك والنار، سيدنا الرسول يقول: استكثروا، لست أنا، استكثروا في رمضان من أربع خصال، خصلتان لا غنى لكم عنهما، شو طبعا لا غنى لنا عنهما، بدنا إن شاء الله ربي إن شاء الله قولوا آمين، يا رب ظننا بك أنك ستدخلنا الجنة يا رب، فلذلك هذا ظننا بالله يُجيرنا من النار ويدخلنا الجنة إن شاء الله، هذا ظننا بالله- خصلتان لا غنى لكم عنهما، وخصلتان ترضون بهما ربكم، وهما: لا إله إلا الله وتستغفرونه)) نُكثر من التهليل، التهليل يعني لا إله إلا الله، والاستغفار أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، ونَسأله الجنة ونعوذ به من النار، بَرنامج متكامل من سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

يا إخواننا يلي بلش بختمة يتممها ويشد همته، لا تخلي همتك تنوص، وإذا عم تقرأ وراء إمام عم يقرأ ختمة ارجاع اقرأ ختمة انت، ما لها علاقة بختمة التراويح، هذا شهر القرآن، يَجب أن نُكثر فيه من قراءة القرآن، ومن تدبر القرآن، ومن فهم القرآن، ومن تبني تعاليم القرآن سلوكاً عملياً في حياتنا.

يا إخواننا لا تنشغلوا بالعشر الأخير من رمضان بالأسواق، يلي عنده شغلة هو أو زوجته أو أولاده هلئ يَروح يَقضي أموره كلهاـ يا إخواننا ما تروحوا الوقت المبارك قبل الفجر بربع ساعة، تروحوا بالكلام أو تروحوه بالطعام، كلوا بكروا وخلوا هذا الوقت المبارك قبل الفجر اركع فيها ركعتين لله، أطل فيهما السجود وصلي الوتر، يا إخواننا لنحفظ ألسنتنا وجوارحنا عن الحرام في شهر رمضان، يا إخواننا ليكن رمضان علامة فارقة لنا، كم خطبة من فوق هذا المنبر عن التغيير الآن، في مساعدة من ربنا عز وجل للتغيير، لنغير أنفسنا، في مساعدة من عند ربي سبحانه وتعالى، شو هي؟ قال يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: ((إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)) تُصفد الشياطين، فيكون عندك من الله عون لكي تقلع عن المعاصي والآثام، عاهد الله عز وجل، قل له يا رب، أنا بهاد الرمضان شخص تاني، وإنسان رمضان أنا هذه الكبيرة من الكبائر أقلعت عنها يا رب تبت إليك فتب علي يا رب هذه الصغيرة التي أواظب عليها يا رب أشهدك أنني تركتها ابتغاء وجهك وأن سأكون عند حسن ظنك يارب فظن الله بنا أن نطيعه وظننا بالله أن يغفر لنا يجب أن تكون علامة فارقة، )إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم(، ونحن بذلك نُساعد بتسريع الفرج عن بلاد الشام.

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، استغفروا الله يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

 

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 805
تحميل ملفات
فيديو مصور