الجمعة 24 شوال 1445 - 03 مايو 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2016-04-24 الساعة 11:53:38
حب الله ورسوله
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 1 من رجب 1437 هـ - 8 من نيسان 2016 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون ولو كره المشركون والملحدون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

إِلَهِي لا تُعَذِّبنِي فَإِنِّي
وَمَا لي حِيلَةٌ إِلا رَجَائِي
وَكَمْ مِن زَلَّةِ لِذِي الخَطَايَا
إِذَا فَكَّرتُ في نَدَمِي عَلَيهَا
أَهِيمُ بِزَهرَةِ الدُّنيَا فُتُوناً
وَلَو أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهدَ فِيهَا
يَظُنُّ النَّاسُ بِي خَيرَاً وَإِنِّي

 

مُقِرٌّ بِالذِي قَدْ كَانَ مِنِّي
لِعَفوِكَ إِنْ عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنِّي
وَأَنْتَ عَلَيَّ ذُو فَضلٍ وَمَنِّ
عَضَضْتُ أَنَامِلِي وَقَعَرْتُ سِنِّي
وَأَقْطَعُ طُولَ عُمرِي بِالتَّمَنِّي
قَلَبْتُ بِأَهلِهَا ظَهرَ الْمِجَنِّ
لَشَرُّ الخَلقِ إِنْ لم تَعْفُ عَنِّي

اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.

اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما لا أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السَّلاطة والهذر، كما أعوذ بك مِن العِيِّ والحَصَر.

أعذني ربي من حَصَر وعيٍّ

 

ومن نفس أعالجها علاجاً

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: نُتمم الحديث على مَا بدأنا به في أسابيع منصرمة، وهو قول الله سبحانه وتعالى: )قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا( -إن كانت كل هذه الأشياء- )أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّى يَأتِيَ اللَّـهُ بِأَمرِهِ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الفَاسِقين( [التوبة: 24].

وتكلمنا أن الجهاد الحقيقي هو ليس أن يقتل المسلم المسلم والمؤمن المؤمن، ولكن الجهاد الحقيقي في أن تَذُبَّ عن وطنك وعن دينك وعن عرضك وعن مالك، وأما الشرط الرئيس فَهو أن يكون حب الله ورسوله أكبر مِن كل هذه الأشياء.

وقُلنا إن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أحبه مَن حوله، أحبته زوجته بل أزواجه، وأحبه أولاده وأسباطه، وأحبه أصهاره وأحماؤه، وأحبه صحابته وآل بيته، ولذلك كانوا يَفدون الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأرواحهم وأموالهم، وإنه عليه الصلاة والسلام مَكث في مكة ثلاث عشرة سنة، يدعو إلى الله مركزاً على الإيمان، وأما الأحكام الشرعية التفصيلية كالعبادات والمعاملات من البيوع والشراء والإيجارات والشركات والأحوال الشخصية كالزواج والطلاق، وغير ذلك من أنواع القضاء، كل ذلك كان في المدينة المنورة، لم تَكن نزلت جل الأحكام إلا في المدينة، ما الذي نزل في مكة؟ فرضية الصلاة بعد حادثة الإسراء والمعراج، وباقي التشريعات كلها في المدينة، الله، ثلاث عشرة سنة يُركز رسول الله على العقيدة وعلى الإيمان، والحقبة المدنية كلها عشر سنوات، ومُدة الرسالة ثلاثة وعشرون عاماً، يُركز على الإيمان، والإيمان يقول صلى الله عليه وسلم: ((بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله)) -هذه العقيدة في الإيمان- ((وأدناها إماطة الأذى عن الطريق))، فالخلق كما صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان حُسن الخلق))، ((يا عائشة، إنَّ حسن العهد من الإيمان))، إلى غير ذلك من الأحاديث التي تأمرنا أن نُركز قبل كل شيء على الإيمان ومفردات الإيمان، العقيدة، الأخلاق، قبل أن نطالب أنفسنا وغيرنا بالأحكام، ولا شك أن الأحكام تسير بشكل متوازن مع تربية الإيمان، ولكن الإيمان لا ينفع بغير حب.

سيدنا علي ينام في فراش الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة، ولم يكن نزلت كل الأحكام التفصيلية التشريعية، لأنه أحب رسول الله بإيمانه وخُلُقه، وما رآه من معاملة يومية سلوكية منه، فيفديه بروحه وهو يعلم أن القبائل قد اجتمعت على قتله، وهم يظنون في الفراش سيدَ الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم.

وسيدنا أبو بكر يهاجر معه، يمشي تارة أمامه وتارة خلفه، فيقول له رسول الله: ما بالك يا أبا بكر، تارة تمشي أمامي وتارة خلفي! قال: يا رسول الله، أخاف الرصد فأمشي أمامك، -أي يكون قد رصدك أحد من المشركين، لأنهم جعلوا جائزة كبيرة على من يأتي بمحمد صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً، وهيهات لهم ذلك- أتذكر الرصد فأمشي أمامك، وأتذكر القوم الذين يلحقون فأمشي خلفك.

وسيدنا أبو بكر في الغار يسد الجحر بكعب قدمه بمؤخر قدمه خشية أن يدخل منه أو أن تدخل منه عقرب أو حية تلدغ سيد الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم.

يَفدونه بأموالهم، مَن يشتري بئر (روما) يرحمه الله، وكانت هذه البئر الوحيدة في المدينة المنورة ماؤها عذب، ليس فيها ماء عذب إلا هذه البئر، وكانت ليهودي، فكان يأخذ المال الكثير ويبيع الماء مِن هذه البئر، مَن يشتري بئر (روما) يرحمه الله، شريطة أن تكون دلاؤه كدلاء المسلمين؟! دلاؤه كدلاء المسلمين، أنا يا رسول، يتنصب سيدنا عثمان بن عفان لهذا الأمر، ويشتري بئر (روما) ويجعلها للمسلمين.

ضاق المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على المصلين، مَن يشتري حديقة بني فلان وله أفضل منها في الجنة؟ سيدنا عثمان جاهز، أنا يا رسول الله، اشترى حديقة أي بستان بني فلان وضمه للمسجد النبوي الشريف.

مَن يجهز جيش العسرة؟ عثمان جاهز، أنا يا رسول الله، فتبرع بمئة ناقة بأحلاسها وأقتابها وعتادها وعُددها، فجاء إلى رسول الله -ومئة ناقة في ذلك الوقت مئة سيارة شحن محملة، قال: يا رسول الله، علي مئة ناقة من الإبل بأحلاسها وأقتابها، منظر مهيب تَضج له المدينة، مئة ناقة محملة، قال: يا عثمان، والمئة الثانية، قال: والمئة الثانية يا رسول الله، قال: يا عثمان والمئة الثالثة، قال: والمئة الثالثة يا رسول الله، رفع رسول الله يديه إلى السماء: اللهم إني راضٍ عن عثمان فارض عن عثمان، ما ضَرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم.

كم وكم كانت نبرة جميلة لها جَرس موسيقي رُوحي يدخل إلى قلب كل مؤمن عندما يُنادي رسول الله واحداً من الصحابة وآل البيت فيقول: مُرني فداك أبي وأمي يا رسول الله، الله, فداك أبي وأمي يا رسول الله.

سيدنا عمر في غزوة العسرة أتى بنصف ماله، الفاروق عمر، وكان مالاً كثيراً وضعه في حجر رسول الله، قال: اليوم أسبق أبا بكر، ما أبقيت يا عمر لأهلك؟ قال: يا رسول الله أبقيت لهم مثله، فجاء أبو بكر بماله كله، فوضعه في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله.

وعبد الرحمن بن عوف يشترطون عليه في مكة إذا أردت أن تهاجر إلى محمد يجب أن تتخلى عن كل أموالك، فترك لهم أمواله وكان من أكثر أهل مكة غنىً، (مليونير)، ترك لهم أمواله وذهب إلى المدينة، وتخلى عن ماله كله مرة ثانية، وعن ماله كله مرة ثالثة، عبد الرحمن بن عوف، فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

أحبوا رسول الله فبذلوا كل شيء من أجله.

تنتقل السيدة خديجة إلى بارئها إلى الرفيق الأعلى، تأتي عجوز مُسنة، فيكرمها رسول الله ويخلع رداءه ويبسطه لها فتجلس عليه، فالسيدة عائشة تستغرب، مَن هذه يا رسول الله؟ قال: إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حُسن العهد من الإيمان، تَغار السيدة عائشة من السيدة خديجة، تقول: إن هي إلا عجوز أبدلك الله خيراً منها، قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، لقد آمنت بي إذ كذبني النَّاس، وواستني حين تركني الناس، وأعطتني مالها حين حرمني الناس) وفاء وأخلاق.

كان مع السيدة عائشة وهي فتاة صغيرة يُلاعبها ويقترب من سنها، كان في جيش، فقال للجيش: تقدموا في غزاة مِن الغزوات، فقال لها: يا عائشة، تعالي حتى أسابقكِ. نعم يا رسول الله، تقول السيدة عائشة: فسابقت رسول الله فسبقته، فسكت عني، تصور نبياَ قائد أمة رئيس دولة يُسابق زوجته الصغيرة في السن! تقول: فسابقت رسول الله فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت، فكنا في غزاة فقال: يا عائشة تعالي حتى أسابقكِ. قلت: نعم يا رسول الله، قال للجيش: تَقدموا، فتقدم الجيش وأصبحوا في الخلف، فسابقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقها، فالتفت إليها وقال لها: يا عائشة هذه بتلك، قائد أمة قائد جيش، رسول الله قبل كل هذا الكلام، يفعل هذا مع زوجته الصغيرة في السن؟!.

بهذه الأخلاق ملك قلوب الناس، كان لها عرائس تلعب بهن، لعب السيدة عائشة لأن تزوجها صغيرة، عرائس وألعاب، فيأتي رسول الله فتخبؤها، فدخل مرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآها، رأى هذه العرائس، فقلبها وقال لها: ما هذا يا عائشة؟ قالت: يا رسول الله هذا فرس، قال: سبحان الله، فرس له جناحان؟! قالت: يا رسول الله، أما علمت أن سليمان بن داود كان له فرس له جناحان؟! فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها: صدقتِ.

وأما ابنته السيدة فاطمة، كان إذا دخل عليها قامت من مجلسها، فقبلت بين عيني رسول الله وقبل بين عينيها، وأجلست رسول الله مكانها، فإذا دَخلت فاطمة عليه كان يَقوم، مَن مِنَّا إذا دخل ابنه أو ابنته عليه يَقوم؟ تقوم أنت لابنتك؟ يَقوم لها رسول الله، فيقبل بين عينيها ويجلسها مكانه.

وأما سبطاه الحسن والحسين فكان يُركبهما على ظهره ويدور بهما كما يدور الساجد، كيف هيئة السجود؟ على ظهر سيدنا الرسول، ويمشي بهما في أرجاء البيت، أي في أرجاء الغرفة، ويقول لهما: (نعم الجمل جملكما، ونعم الراكب أنتما)، ويأتي سيدنا الحسن فيركب ظهره وهو يصلي بالناس إماماً، خلفه آلاف يُصلون، فيطيل رسول الله السجود، فلا يعرف الناس، هل ينزل عليه الوحي وهو في السجود؟ أطال السجود ثم رفع وانقضت الصلاة، جاؤوا إليه: يا رسول الله، لقد أطلت السجود، فهل كان جبريل ينزل عليك بآية؟ قال: لا، ولكن ابني هذا -وأشار إلى سيدنا الحسن- ولكن ابني هذا امتطاني، فكرهت أن أُنزله، امتطاني، شبهها بالمطية، فكرهت أن أنزله فأطلت السجود، بكل بساطة.

يخطب بالناس والناس آلاف، فيدخل سيدنا الحسن -يقول سيدنا أبو هريرة- أو الحسين، شك في الرواية سيدنا أبو هريرة، فيدخل المسجد وقد لبس ثوباً طويلاً، فيتعثر فيه ويسقط، ثم يقوم فيتعثر ويسقط، رسول الله يراه، لكن الناس وجوههم لرسول الله لا يرونه، فقال: فترك المنبر ونزل، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم تخطى الناس، وحمل سيدنا الحسن أو الحسين، وأتى به فأجلسه بجانبه على المنبر.

بهذه الأخلاق سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم التي هي شعب الإيمان مَلك قلوب الناس، وبذلك أحبه الناس، وبذلك كان رسول الله عندهم المقدم في كل شيء، المقدم في كل شيء، حتى على أنفسهم، حتى على آبائهم وعلى أمهاتهم وأزواجهم وأبنائهم، ((والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين))، يقوم سيدنا عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه يقول له: يا رسول الله، إني لأحبك أكثر من أهلي ومالي وولدي والناس أجمعين، ولكن ليس أكثر من نفسي التي بين جنبي، قال: (يا عمر، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين ومن نفسه التي بين جنبيه)، ووضع يده على صدره، قال: الآن يا رسول الله، والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من أهلي وولدي ومالي ومن الناس أجمعين ومن نفسي التي بين جنبي.

ولكن نحن في هذا العصر، كيف نستطيع الوصول إلى هذه المحبة؟ ونحن نجهل سيد الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم؟.

أول خطوة هو التعرف على هذا النبي العظيم، التعرف على أخلاقه وشمائله، أن تأتي بكتاب يتحدث عن شمائل رسول الله، وكل يوم تقرأ فيه صحيفة.

أحد الناس يقول لي: كنت في أوربا، فنزلت في ألمانيا من ريف إلى مركز المدينة في المترو، قال: والله تمنيت أن تنشق الأرض وأن تبتلعني، تمنيت أني ما ركبت، قال: والله لَيس هناك أحد في المترو لا يَقرأ إلا أنا، وأول كلمة نزلت علينا في ديننا )اقرأ باسم ربك الذي خلق(، أمة اقرأ لا تقرأ، أليس من الشيء المعيب المهين أن لا نَعرف رسولنا صلى الله عليه وسلم، )أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون(، يجب أن نضع خطوة أولى في هذا الطريق بأن نبدأ بالقراءة والتعرف على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، إذا تعرفنا عليه وقرأنا كل هذه الأحداث، وقرأنا سلوكه اليومي وحياته المعيشية مع من حوله، ثِق تماماً وأنت تُعاني من الإدمان على معصية حاولت مراراً أن تتركها فلم تستطع، ومراراً وتكراراً أن تُقلع عنها فلم تُقلع، ثِق تماماً أنك إذا قرأت سيد الخلق محمداً في أخلاقه وسلوكه، وأحببته ودخل حبه الحقيقي إلى جوارحك وجوانحك، سترى أنك تُقلع عن أي معصية ومخالفة شرعية ببساطة، لأن جَسداً دَخل حُب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه، فهذا الجسد لن يَعصي الله عز وجل، ولا أقول سنصبح معصومين، نحن لم يُطلب منا العصمة، وإنما طلب منا الاعتصام والتمسك بحبل الله وبشريعة الله.

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من الذين يَستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، استغفروا الله يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1020
تحميل ملفات
فيديو مصور