الثلاثاء 06 ذو القعدة 1445 - 14 مايو 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2015-08-27 الساعة 14:00:00
فضل صلاة الفجر وأثرها في التغيير
الشيخ أحمد سامر القباني

ولكن افعل كل ذلك لله، )قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ( ثم قال سبحانه: )وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا( [النساء: 142] فَفَرقُ ما بين المؤمن والكافر ذكر الله الكثير.

وأحد المستشرقين تتمة لهذا الموضوع الذي نتكلم فيه وهو أن تحرز نفسك من الشيطان بل ومن عوادي الزمان وهذه الفتن التي هي كقطع الليل المظلم، لا يَكاد المؤمن في هذه الأيام يَخرج من بيته إلا وهو يظن أنه ربما يعود أو لا يعود، ما قاله أحد المستشرقين اليهود، وهذا الرجل حاقدٌ على الإسلام والمسلمين، وهو صهيوني بامتياز، قالوا له: ألا تخافون مِن كثرة عدد المسلمين؟ ورأينا الحديث في الأسبوع المنصرم، وهو قوله صلى الله عليه وسلم -في الحديث الموجود في مسند الإمام أحمد-: ((يُوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الآكلة على قصعتها)) الأكلة: جمع آكل، على قصعتها: قصعةٌ واحدة وآكلةٌ كثيرون، كيف يلتفون حولها التفاف السوار بالمعصم، ((يُوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أَوَمِن قِلَّةٍ نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم كثير، ولكن غُثاء كغثاء السيل)) لا قيمة لكم ((ولينزعنّ الله من قلوب أعدائكم مهابتكم)) هذا الذي حصل، ليس للعرب والمسلمين أي قيمة عند الناس كل الناس ((وليغرسنّ في قلوبكم الوَهَن، قالوا: وما الوَهَن يا رسول الله؟ قال: حبُّ الدنيا وكراهية الموت)) وهذا واقعٌ في هذا الزمان، ممّا يعني أن هذا الحديث انطبق على هذا الزمان بعدد المسلمين مليار ونصف، وأنتم ترون ما يَحصل، افتح إن شئت أي قناةٍ إخبارية، وانظر، لا تجد القتل والدمار والتهجير والعنف إلا في بلاد العرب والمسلمين، كُلُّ الناس تصالحوا فيما بينهم إلا المسلمين والعرب، ألا تخشى من كثرة عدد المسلمين؟ فقال: لا -هذا الصهيوني الحاقد- قالوا له: لماذا؟ -يا رجل كل واحد منهم لديه سبعة أولاد أو أكثر، وبعد سنوات يُصبح عددهم ثلاثة مليارات أو أربعة مليارات، ألا تخشى من كثرة المسلمين وعددهم؟ قال: لا، قالوا له: لماذا؟ قال لهم كلمة يَقوله العارف بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، حَقيقة مُوالاة الله وحقيقة موالاة الشيطان، قال: انظروا للمسلمين، فإن وجدتم عددهم في صلاة الفجر أَصبح كعددهم في صلاة الجمعة حِينئذٍ أخاف من المسلمين، قالوا: لماذا؟ قال: لأن هؤلاء منافقون، عندما تَصير صلاة الفجر مثل صلاة الجمعة أخاف منهم، لأنهم صاروا مؤمنين حقيقين، فأحد الفوارق بين المؤمن الحقيقي والمنافق هو صلاة الفجر، وهذا مَا أودُّ الحديث عنه اليوم في وقت تَكاسلت فيه الأمة، وتكاسل فيه الناس، وكل واحد يُقرُّ بخطئه وبعده عن الله، وعن عدم حسن صلته بالله، وعن سوء معاملته أو سوء تعامل من حوله، المسلمون مع بعضهم البعض يقرون بذلك، يَنشد التغيير ويَطلب من نفسه، وفي قلبه وفي عقله وفي فكره يَرغب رغبة شديدة بالتغيير أن يُغير نفسه، ثم بعد ذلك يكون هذا التفكير أدراج الرياح لا تجد فيه واقعاً تنفيذياً سلوكياً في حياة هذا الإنسان المؤمن.

صلاة الفجر، هذه الصلاة العظيمة التي قال فيها رب العزة والجلال في القرآن الكريم وخصصها من بين كل الصلوات قال سبحانه: )أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا( [الإسراء: 78] لم يَكَد يُجمع المفسرون على آية من الآيات أو معنى من المعاني كما أجمعوا على هذه الآية، بأن المقصود مِن قرآن الفجر صلاة الفجر بالإجماع، لم يَخرق هذا الإجماع أحد، )أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْس( لظهور  الشمس )إِلَى غَسَقِ اللَّيْل( إلى وسط الليل، صلاة المغرب تكون في أوله والعشاء في آخره عند غياب الشفق )وَقُرْآنَ الْفَجْر( أي وصلاة الفجر )إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا( إن صلاة الفجر كانت مشهودةً، ما سر هذا الإجماع من المفسرين؟ كلهم قالوا أن قرآن الفجر ليست تلاوة القرآن بل يعني صلاة الفجر، يَحُثُّنا الله ويُخصصها مِن بين كل الصلوات، ما هو السر؟ قال: السر هو في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، وكذا كل أصحاب السنن، فهو من الأحاديث الصحيحة جداً المتواترة معنىً، عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار)) هناك ملائكة حولكم، يَحفظونكم، ويكتبون أعمالكم، وينظرون إلى أفعالكم، وإلى ما تقومون به كل يوم، كما تكلمنا أنه يوجد شياطين لا ترونهم، وهناك ملائكة لا ترونهم، الشياطين مِن الجن و مَخلوقون من نار، والملائكة أجسادٌ نورانيةٌ أخفاها الله عنّا، لكنهم موجودون حولنا، فيتعاقبون فينا، ربنا قسمهم أقسام، قسم ينزل في الصباح، وقسم ينزل في المساء، يَنزلون من السماء إلى الدنيا إلى الأرض، يكونون حولنا ولا نشعر بهم، وهم الآن في مجالسنا، لأنهم يغشون صلاة الجمعة وهم الآن معنا، ثم يذهبون ويأتي ملائكة آخرون ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار)) كيف ترون أن هناك تسليم واستسلام في وقت من الأوقات، مثل الشرطة أو الحراس وقت الاستلام والتسليم بين بعضهم البعض، نريد أن نعرف وقت تغير ملائكة الليل وملائكة النهار، أين الزمان؟ أو ما هو زمان تغيير وارديات الملائكة؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((يَتعاقبون فِيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر)) لِذلك صلاة العصر ورد فيها تخصيص أيضاً، )حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسطَى( [البقرة: 238] جُمهور العلماء على أنها صلاة العصر، ((يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج -إلى السماء- الذين باتوا فيكم)) الذين كانوا معكم بالليل، فيأتي القسم الثاني من الملائكة من الفجر إلى العصر، وهكذا يتبادلون، ((فيسألهم ربهم -رب العزة والجلال- وهو أعلم بهم)) ربنا لا يسألهم عن جهل، السؤال سؤالان: سؤال عن جهل لا علم لك مسبق بجوابه، وسؤال استعلامٍ وأنت تعلم الجواب مسبقاً، كسؤال الامتحان، أنت تعلم الجواب، الأستاذ يعلم الجواب ويسأل الطالب مع علمه بالجواب ((فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟)) فتقول الملائكة: يا رب ((تَركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون)) يقول سيدنا أبو هريرة راوي الحديث رضي الله عنه: فاقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: )وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا( [الإسراء: 78] هذا هو السبب أنه ورد تفسير الآية في السنن، ولذلك المفسرون كلهم قالوا: قُرآن الفجر أي صلاة الفجر، ووقت الفجر وقت مبارك أقسم الله فيه فقال: )وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْر( [الفجر: 1-5]، هل هُناك قسم أعظم مِن هذا القسم لِذِي حِجر أي لِذِي عقل؟ إِذاً ربنا يَقول: هل هناك أعظم من هذه الأقسام التي أقسمتها؟ القسم الأول: )والفجر( وقت مبارك ننام فيه ونغفل فيه عن الله سبحانه وتعالى للأسف، ونحن لا نتكلم عن الكلُّ، ففيكم الخير والبركة، وهناك مُواظبون على صلاة الفجر، ولكن نتكلم عن ظاهرة موجودة بين الشباب والرجال المسلمين.

صلاة الفجر لها الكثير من الفوائد العجيبة، ولكنني سأكتفي بهذه الأحاديث، التي أختم بها هذه الخطبة:

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1861
1  2  3  
تحميل ملفات
فيديو مصور