الاثنين 20 شوال 1445 - 29 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2015-08-14 الساعة 09:54:25
أهـــل الــحــق قِــلَّــة
فضيلة الشيخ أحمد سامر القباني

كنا قد بدأنا قبل شهر رمضان المبارك بالحديث عن سلسلة التغيير، التغيير الذي ينبغي أن يكون دائماً ومتجدداً عند كل واحد منا، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: ]وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن[ [البلد: 10]، بيَّنا له طريق الخير وطريق الشر، فالإنسان كثيراً ما يَغفل عن الله سبحانه وتعالى، وتتعرض علاقته بالله وصلته بالله سبحانه إلى انكماشٍ وأحياناً إلى انقطاعٍ في هذه الصلة، وأما معاملتنا مع بعضنا البعض فَتَكاد تكون من أسوء المعاملات بين شعوب العالم، فالأمراض النفسية الموجودة عند العرب والمسلمين يَكادون ينفردون بها بين البسيطة، من مكر لبعضهم، وخداع، وغشّ، وعدم رحمة، وحقد، وحسدٍ، وغيبةٍ، ونميمة، والحقيقة أن المجتمع بحاجة إلى تغيير، ولكن المجتمع لا يُمكن أن ينطلق إلا مِن كل واحد منا، فالمجتمع أنا وأنت، وقلت لحضراتكم إن ألمانيا واليابان تعرضتا لهزيمة نكراء إبّان الحرب العالمية الثانية، مَضت سنون قليلة ليست بالكثيرة أعاد هؤلاء الناس تصنيع أنفسهم من جديد، وانطلقوا في ركب الحضارة والتقنية والتكنولوجيا والعلم، وإذا بهاتين الدولتين اليوم من أكبر دول العالم اقتصادياً وتكنولوجياً، ومِن أقوى دول العالم، ولكن الشعب العربي المسلم يَعيش في مأساة، هذه المأساة لها أسباب كثيرة، منها المؤامرات الخارجية، ومنها أعداء الإسلام الذين يمكرون بنا ليل نهار، ولكن إذا رجعنا إلى قرارة أنفسنا، إذا رجع كل واحد منا إلى قرارة نفسه وجد أنه غير راض عن نفسه، وأن المشكلة في الحقيقة انطلقت منه قبل أن تكون كيداً مِن أعدائه ومؤامرة من الخارج، فنحن أدرى بأنفسنا، وكل واحد أدرى كيف هي صلته بالله؟ هل هي متينة أم هي هشة؟ كيف معاملته مع أخيه المؤمن؟ هل هي صالحة؟ إذا نظرنا بين الناس، ونحن سألنا كثيراً من الناس: هل وجدتم أننا في هذه الأزمة التي عصفت بالأخضر واليابس في هذا البلد المبارك الشام، هل لاحظتم أننا تقدمنا في أخلاقنا وفي سلوكنا وفي حسن صلتنا بالله أم أننا تراجعنا؟ وكان الجواب من الكثرة الكاثرة أننا في انحدار وانحطاط ولم نستفد من موعظة هذه الأزمة، وإذا لم يجبنا هؤلاء الناس فلسنا بحاجة إلى إجابات، فواقعنا هو الذي يُملي علينا ونحن نرى ما حلَّ بالمجتمع اليوم من مشكلات أخلاقية وثقافية واجتماعية وغير ذلك، نَضع الملامة على كثير من الأشياء، والمِشْجَبُ جاهزٌ، يُمكننا أن نُعلِّق هذه البلايا والمصائب في أي مكان نُريده، ولكن الحقيقة أننا أدرى بأنفسنا.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 972
تحميل ملفات
فيديو مصور