يقول الله سبحانه وتعالى: )ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم( [الأنفال: 53] وفي رحاب قول الله تعالى: )إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم( [الرعد: 11] فإذا عرف الإنسان الداء فالتمس له الدواء وكان صادقاً نجح، وإذا عرف الداء وعرف الدواء ثم لم يأخذ الدواء لم يستفد من هذه المعرفة شيئاً، تماماً كالذي ذهب إلى الطبيب فشخص له حالته المرضية، ثم بعد ذلك وصف له الوصفة الطبية، الدواء، ثم أخذ الوصفة الطبية ووضعها في جيبه، ولم يذهب إلى الصيدلاني ليأخذ الدواء ويتناوله، هذه أو بهذا المثال تَتلخّص مُشكلة الأمة اليوم، نحن نعرف الداء، أن الأمر وأن ما أصابنا بنص القرآن الكريم، بأيدينا، بسببنا، بما كسبت أيدينا، ونعلم أن النعمة لم تتغير في بلاد الشام وفي غيرها عن خلق الله، من نعمة الأمن والأمان، ومن نعمة المال، ومن النعم التي كنا نعيشها إلا لأننا تغيرنا، ولن تتغير هذه الحالة ولم تعود لسابق حالها وأفضل إلا إذا تغيرنا، وقلت لحضراتكم إنني استقرأت مَجموعةً من الشباب، وسألتهم: -الذين يأتون إلينا أو نجتمع بهم في أي مجلس- هل وجدتم ولمستم في أحوال الناس بعد الأزمة تغيراً نحو الأحسن ؟