قد كنا وإياكم في شهر رمضان المبارك في حالة عالية من القرب إلى الله سبحانه وتعالى، عبر ذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن الكريم، وصلاة قيام الليل قيام رمضان وصلاة التهجد، والمحافظة على صلاة الجماعة...
درج في بيت أهله على منهج آبائه وأجداده، درج على هذا المنهج واتبعهم اتباعاً أعمى، وجدهم يعبدون الأصنام فعبدها معهم، وجدهم يسجدون للأصنام فسجد لها، ويكرمونها فكرمها...
في آخر يوم من شهر شعبان وقف سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وخطب صحابته الكرام، في مثل هذا الموقف، لكن في الليلة الأخيرة من شهر شعبان، وهي كانت الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك...
إذا ذهبنا نستقري ونتتبع الأدلة الشرعية التي بُني عليها إسلامنا وديننا وتشريعنا؛ لوجدنا أنها أدلة أربعة مُتفق عليها: الكتاب وهو القرآن الكريم، والسنة، والإجماع والقياس، فضلاً عن أدلة تَشريعية أُخرى مُختلف فيها بين أئمة المذاهب رضوان الله تبارك وتعالى عليهم..
بعد يومين تُطل علينا ذِكرى عظيمة وغالية على قلوبنا جميعاً، وهي ذكرى ولادة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، هذا النبي العظيم الذي عندما نفرح بذكرى ولادته فإنما نفرح بهديه وشريعته..
هذه الثلاثة من الخمسة، يَستعيذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله أن يدركها المهاجرون، ونحن اليوم -أيها الإخوة- كما ترون نحن على مشارف الشهر الثاني عشر في عام 2016م، وحتى الآن لم تر دمشق قطرة ماء واحدة، وما أشد حاجتنا إلى غيث السماء ومطر السماء...
ما زلنا وإياكم نَتحدث عن واقع هذه الأمة العربية والإسلامية، نتحدث عن هذا الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة، مِن الفُرقة والتجزئة، من العنف والقتل، من الدمار والخراب، الذي خُطط وبيت له بليل من قبل أعداء هذه الأمة، الصهيونية العالمية ومن وراءها من قوى الاستكبار العالمي، ذلكم لأننا أُخذنا على حين غِرَّة
إن الحل يكمن في تغيير شامل على مستوى الفرد والجماعة، لتعود هذه الأمة إلى مجدها، إلى وحدتها، إلى الحب والتآلف بين أفرادها، فقد أخذ منا العدو مأخذه، والصهيونية العالمية ومن وراءها من قوى الاستكبار العالمي والغرب المتصهين كادوا لهذه الأمة كيداً كبيراً