قَالَ اللهُ تَعَالى: )سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير( [الإسراء: 1] وَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: ((لَقِيتُ لَيلَةَ أُسرِيَ بِي إِبرَاهِيم u، فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّد، أَقْرِئ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَام، وَأخْبِرهُم أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّربَة، عَذْبَةُ الْمَاء، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ -يَعنِي مُستَوِيَة، تُمْسِكُ الْمَاءَ وَتُنْبِتُ العُشْب- وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبحَانَ اللهِ وَالحَمدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ وَاللهُ أَكبَر)) [أخرجه الترمذي] وَقَالَ النَّبِيُّ u: ((يُؤتَى بِالرَّجُلِ يَومَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِه، فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ فِي الرَّحَى، فَيَجتَمِعُ إِلَيهِ أَهلُ النَّار، فَيَقُولُون: يَا فُلانُ مَا لَك؟ أَلَم تَكُن تَأمُرُ بِالْمَعرُوفِ وَتَنهَى عَن الْمُنكَر؟ فَيَقُولُ: بَلَى، كُنتُ آمُرُ بِالْمَعرُوفِ وَلا آتِيه، وَأَنْهَى عَن الْمُنكَرِ وَآتِيه)) [أخرجه مسلم].
تَمُرُّ ذِكرَى مُعجِزَة الإِسرَاءِ وَالْمِعرَاج علينا، وَلَكِنَّ الكَثِيرَ مِنَ الْمُسلِمِينَ لَم يَشعُروا بِها، وَلَم يَقرَؤوا مَا فِيهَا مِن العِبَرِ وَالدُّرُوسِ التي يُمكِنُ أَن نَستَفِيدَ مِنهَا في أَزمَتِنَا وَشِدَّتِنَا، وَالنَّاظِرُ لِأَحدَاثِ هَذِهِ الْمُعجِزَةِ يَجِدُ أَنَّ فِيهَا الكَثِيرَ مِنَ التَّشَابُهِ مَعَ مَا نَحنُ فِيهِ الآن.