الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

المعالم الزخرفية

تاريخ النشر 2012-02-09 الساعة 15:00:26
الرخاميات
إدارة التحرير
وكان هذا الشريط وحتى حريق سنة 1311هـ / 1893م واضحاً أخاذاً بألوانه الذهبية التي أمر الملك الظاهر بيبرس بتجديدها وطليت الحجارة بماء الذهب أو بورق الذهب .
 
ونوافذ الجامع الكبير كانت في البداية مشبكات زخرفية ، هندسية أو نباتية ، لكل واحدة صيغة خاصة مختلفة عن الصيغة الأخرى ، ومن هذه النوافذ ست مشبكات مازالت قائمة في نوافذ مشهد عثمان الذي أصبح قاعة الاستقبال الغربية ، ونعتقد أن هذه المشبكات أصلية وأن باقي النوافذ في الجامع الكبير كانت من هذا النوع الرخامي .
 
ومن مستحدثات الزينة الرخامية في الجامع ، ضريح النبي يحيى ، وهو بناء رخامي تعلوه قبة أنشأ بعد الحريق الأخير ، ولم يكن هذا الضريح الرخامي قائماً قبل الحريق بل كان ثمة ضريح خشبي مزين بنقوش التهمته النيران ولم يبق منه أثر وإن كانت الصور تحفظ ذكرى واضحة عنه .
 
على أن أروع زخرفة رخامية كانت قبل الحريق ثم أعيد تصميمها وتنفيذها بعد الحريق ، هي زخرفة محراب الجامع الكبير. يقول ابن جبير: "وكان هذا الجامع المبارك ، ظاهراً وباطناً منزلاً كله بالفصوص المذهبة ، مزخرفاً بأبدع زخاريف البناء المعجز الصنعة فأدركه الحريق مرتين ، فتهدم وجدد ، وذهب أكثر رخامه ، فاستحال رونقه فأسلم ما فيه اليوم قبلته مع الثلاث قباب المتصلة بها ، ومحرابه من أعجب المحاريب الإسلامية حسناً وغرابة صنعة  يتقد ذهباً كله ، وقد قامت في وسطه محاريب صغار متصلة بجداره تحفها سويرايات مفتولات فتل الأسورة كأنها مخروطة ، لم ير شيء أجمل منها ، وبعضها حمر كأنها مرجان ، ولقد هدم هذا المحراب في الحريق الأخير ، وأعيد بناء محراب جديد.
 
ويتألف المحراب الجديد من خلفية رخامية واسعة نستطيع فصلها عن الزخرفة الجدراية المتممة لها تسهيلاً لدراستها فنراها مؤلفة من مريع ضلعه ستة أمتار ، يعلوه شريطان من الكتابة القرآنية من سورة الرحمن مؤلفة من ألواح القاشاني المنقول من قبة مسجد الوزير آقوش النجيبي في محلة السويقة بدمشق ، وتحتها افريز متصل وممتد على طول الجدار ، وفي طرف المربع من الشرق مستطيل قائم مؤلف من حشوتين كبيرتين وحشوة متوسطة مربعة الشكل ، وهذا المستطيل محاط بإطار من المشبكات الهندسية ، وفي الطرف الغربي وفي مكان يقابل هذا المستطيل يقع المنبر الرخامي .
 
وفي وسط هذه الخلفية المربعة يقع المحراب يعلوه قوس ينفتح على نصف قبة مقرنصة ، ولقد حلي بطن المحراب بدعامات رخامية وصدفية رائعة مشكلة زخرفة هندسية رفيعة ، ويحيط المحراب في كل من الجانبين ثلاث حشوات هندسية عدا لوح في أسفلها .
 
ولقد زخرفت أجزاء أخرى من الجدار الجنوبي مع واجهات الدعامات المركزية بزخرفة مماثلة من الرخام والصدف ، ونقلت هذه الزخارف وبنفس الطريقة إلى الصحن حيث أصبحت تكسو الدعامات الجبهية للحرم .
ويعلو المحراب ثلاثة شبابيك محلاة بالزجاج المعشق على ألواح مستطيلة وهي تختلف عن الألواح القديمة التي كانت قبل الحريق. ولقد عدد ابن جبير النوافذ المحلاة بالزجاج المعشق وأطلق عليها اسم شمسية فقال :
 
 "وفي القبة المتصلة بالمحراب وما يليها من الجدار أربع عشرة شمسية وفي طول الجدار إلى يمين المحراب ويساره أربع وأربعون وفي القبة المتصلة بجدار الصحن ست وفي ظهر الجدار إلى الصحن سبع وأربعون شمسية".
أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 2122
1  2  3  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *