الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

المعالم الزخرفية

تاريخ النشر 2012-02-09 الساعة 14:52:05
الفسيفساء
إدارة التحرير
ويتخلل الفصوص الزجاجية قليل من فصوص الحجر والرخام ، وتستخدم قطع الصدف عند الحاجة ، ولا سيما عند تصوير المصابيح المدلاة بواسطة السلاسل المثبتة في باطن عقود المباني .
 
هذا وإن حجم الفصوص بشكل عام يقارب مكعباً طول ضلعه سنتيمتر واحد.
 
وتتميز الفسيفساء الأموية أيضاً بأن مواضيعها خالية من الصور فهي قاصرة على مشاهد الطبيعة ، والعمائر ، والزخارف النباتية والهندسية ، حيث أن الشريعة الإسلامية تنهي عن تصوير الكائنات الحية تبعاً للحديث الشريف : " يعذب المصورون الذين يضاهون بخلق الله".
 
ويشاهد بين الفسيفساء الباقية إلى اليوم قطع يرجع تاريخ صنعها إلى ترميمات جرت في العهود السلجوقية والأيوبية والمملوكية ، يمكن تمييزها من طريقة الصنع ومن العناصر المعمارية الممثلة فيها. فهناك قطعة تحمل اسم الملك العادل نور الدين محمود من القرن الثاني عشر الميلادي في جدار الرواق الشرقي ، وأخرى تحمل اسم الظاهر بيبرس في دهليز باب البريد .
 
وكان يتخلل الفسيفساء الأموية كتابات وآيات قرآنية ، ولاسيما في الحرم ، تحدث عنها المؤرخون القدماء أمثال المسعودي الذي شاهد في أيامه (سنة 332هــ/943م) النص التاريخي لبناء الجامع مكتوباً بالفسيفساء ، وكانت فصوص النص مذهبة مثبتة على أرضية من الفصوص الزرقاء ، وهذا تفسير لعبارته : " أمر الوليد أن يكتب بالذهب على اللازورد الخ..." .
 
وكذلك أشار المهلبي إلى سور من القرآن مكتوبة بالفسيفساء ، وتشاهد مثل هذه الكتابة اليوم في فسيفساء قبة الصخرة الأموية ، فهي أشبه شيء بكتابات فسيفساء جامع دمشق المفقودة .
 
ومن أروع الأمثلة على الفسيفساء في الجامع الأموي واجهة المجاز القاطع الواقعة في منتصف واجهة الحرم المطلة على الصحن ، وكذلك ما وجد على جدار الرواق الغربي حيث ظهرت معالم لوحة جدارية رائعة الجمال فريدة في ألوانها ومواضعها وتكويناتها ، هي بحق تحفة رائعة من روائع الفن العالمي على امتداد العصور .
 
وتعود أغلب سطوح هذه اللوحة بالتأكيد إلى مرحلة الوليد ، وتعطي فكرة عما كان عليه الجامع من فخامة وبهاء. وقد ظهرت في بعض أقسامها مساحات سقطت منها الفسيفساء ، كما ظهرت في أقسام أخرى ملامح ترميم تعود في الغالب إلى عصري نور الدين محمود بن زنكي والملك الظاهر بيبرس ، وبقيت اللوحة على حالها حتى بداية الستينات من القرن الماضي ، حيث بدأت عملية ترميمها وأكملت في عام 1385هــ /1964م كما هو مدون عند الزاوية الجنوبية السفلى للوحة .
 
تتوضع اللوحة على جدار الصحن الغربي ، ويبلغ طولها 34.5م وعرضها 7.2م ، وارتفاعها عن مستوى أرض الرواق 5.0م ، ويحيط بأضلاعها الثلاثة العلوي والسفلي والجنوبي إطار زخرفي عريض يغيب عند ضلعها الشمالي .
 
أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 2172
1  2  3  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *