الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

دور القرآن والحديث والمدارس

تاريخ النشر 2017-09-25 الساعة 10:55:04
دار القرآن الصابونية - سويقة - دمشق
إدارة الموقع

 

منشأة مملوكية في سوق النحّاتين على الطريق العام الذاهب من باب الجابية إلى حي الميدان التحتاني، قبالة مقبرة الباب الصغير، أنشأها المقر (من ألقاب العلماء والكتّاب) الخواجكي (التاجر الكبير الغني) شهاب الدين أحمد القضائي بن علم الدين بن سليمان بن محمد البكري الدمشقي المعروف بالصابوني، بُدئ بعمارتها سنة (863هـ / 1458-1459م) وفُرغ منها سنة (868هــــ / 1463-1464م) وهي تتألف من جامع وسبيل ومدرسة ودار سكنية وتربة تضم قبر المنشئ وأخيه وذريّتهما.

يذكر النعيمي عن أوقافها في كتابه " الدارس في تاريخ المدارس " : "... وبنى أيضاً تجاه المكان المذكور بشرق مكتباً لأيتام عشرة بشيخ يقريهم القرآن العظيم، بمعاليم شرطها لهم معلومة تصرف عليهم من جهات عديدة منها: عدة قرى غربي مدينة بيروت تحت يد أمير الغرب بالعين المعجمة تعرف هذه القرى بالصابونية ومنها جميع قرية مديرى بالغوطة من المرج الشمالي ومنها قرية ترحيم بالبقاع عدة فدان ونصف فدان ومنها بقرية الصويرة أربعة فدادين ومنها القرعون في البقاع ربعها. ومنها بقرية كحيل بحوران عدد ستة فدادين. ومنها بقرية الخيارة قبلي دمشق عدة فدان ونصف فدان. ومنها بقرية السبينة الغربية عدة فدان ونصف ومنها بقرية بيت الأبيار مزرعة تعرف بالسياف ومنها بقرية جرمانا ربع بستان ومنها بالوادي التحتاني بستان يعرف بالوثاب ومنها بقرية عين ترما بستان واحد ومنها بقرية سقبا عدة سبع قطع أرض ومنها بقرية حمورية بستان واحد ومنها بقرية برزة ومنها بقرية جوبر عدة أربعة بساتين ومنها بالنيرب الفوقاني عدة بساتين ومنها بأرض المزّة عدة أربعة بساتين ومنها بقرية كفرسوسة عدة أربعة بساتين ومنها بأرض قينية عدة ثلاثة بساتين وأما المسقف الذي بباطن دمشق وخارجها فمنها : خان البقسماط ومنها بعين لؤلؤة قاعة واحدة ومنها بالدباغة حانوت واحد ومنها بالعقيبة الكبرى عدة أربع طباق ومنها بالعقيبة أيضاً خان طولون ومنها بسوق عمارة الأخنائي عدة ثلاثة حوانيت شركة الحرمين الشريفين ، ومنها بمحلة مسجد القصب عدة ستة حوانيت، ومنها جوار الجامع الأموي عدة قاعتين، ومنها جوار المارستان النوري عدة أربع طبقات، ومنها جوار باب دمشق طبقة واحدة ، ومنها بالقضمانية عدة أربعة حوانيت، ومنها بباب الجابية عدة ستة حوانيت ، ومنها بمحلة سوق الهواء خان واحد ومنها بمحلة قصر حجاج خان واحد."                                         

ويصف بدران في كتابه " منادمة الأطلال ومسامرة الخيال " هذه الدار في مطلع القرن 20م فيقول:

"هي مقابل تربة باب الصغير ، غربي الطريق الأعظم الآخذ إلى باب المصلى والميدان. وجدارها الشرقي شاهق متين ، مبني بالحجر الأصفر بناء متقناً ، وبه نقوش بديعة محفورة بأحجاره. وفيه الباب وهو مرتفع أيضاً يماس أوجه علو الجدار. وصدر قنطرته مزخرف بحجارة محفورة معجنة ، وهو على شكل محراب ، وفيه باب المدرسة وهو صغير بالنسبة إليه. وهذا العمل يدل على اتقان الفن المعماري وقتئذ. فاذا دخلت من الباب صرت في دهليز ، وكان عن يسارك جامع للمحاسن : جامع تقام فيه الجمعة والجماعة ، وعن يمينك قبة لها شباكان مطلان على الطريق الأعظم. وفي الشباك الجنوبي منهما فسقية ماء يردها المارون ، وفيها قبر الواقف وأخيه وأحد أقاربه. والقبور الثلاثة مبنية بالرخام الأبيض. وأعلى القبة كان متهدماً ، فعمر عمارة لطيفة ، وجعل له شبابيك من البلور. وبجانبها من الغرب حجرة قد سقط سقفها ، وبقيت جدرانها ، ولها باب إلى الدهليز. وفي داخلها باب إلى القبة. فاذا خلصت من الدهليز ، وصلت إلى صحن المدرسة ، وطوله تسع عشرة خطوة في عرض سبع عشرة خطوة ، وفيه بركة ماء مربعة ماؤها دائم الجريان كما هي عادته في دمشق. وقابلك من الغرب ايوان في صدره ثلاث حجرات ، وبجانبه الشمالي حجرة ، وعن يمينه دار للسكنى ، وعن يساره كذلك. وفي الجانب الجنوبي ايوان أيضاً ، وفي صدره محراب ، وحجرتان عن يمينه وعن يساره ، وفي جانبه الشرقي حجرة أيضاً ، وفيه باب يصعد منه إلى المنارة ، وهي شاهقة البناء حسنة الوضع.  وفي الجانب الشمالي بيوت الخلاء ، وحجرة أمامها قبران. فجملة ما هو موجود بها عشرة حجرات".                                                                             ويصفها طلس في ذيل كتاب "ثمار المقاصد في ذكر المساجد" في منتصف القرن 20م فيقول:

" ولها جبهة ضخمة مدهشة من حجارة سود وبيض ورخام – جددت سنة 1360هــ بعد ان كادت تنقض – فيها الباب وشباكان يطلان على غرفة الضريح وآخران يطلان على المسجد وفوقهما تقوم المنارة الحجرية المثمنة البديعة الزخارف. ومن الباب يدخل إلى بهو في يساره القبلية وبها منبر خشبي قديم ولكنه مشوه بالدهان وفيها محراب حجري جميل مشوه بالدهان أيضاً. أما غرفة الضريح فهي قبة حسنة كتب عليها (أنشأ هذه التربة المباركة في حال حياته العبد الفقير إلى الله تعالى الخواجة شهاب الدين أحمد بن الصابوني غفر الله ولوالديه) وللدار صحن فيه قوسان جنوبي وغربي آخذان في السقوط ومن تحتهما ايوانان متهدمان وأرض الدار من تراب والبركة معطلة. وأمام باب الدار سبيل للواقف معطل أيضاً كتب عليه (أنشأه الفقير أحمد بن الصابوني في ذي القعدة سنة 867هــــ/1462م)".

 

وأما اليوم في مطلع القرن 21م فإن واجهتها الشرقية الرئيسية البديعة مبنية بالمداميك الحجرية ذات الألوان المتناوبة (الأبلق) ، وبوابتها مرتفعة ومعقودة بالمقرنصات المترفة وفوقها طاسة مندّاة الزخارف ، وفي وسطها حشوة مربّعة هندسية الزخارف بثلاثة ألوان ، الأسود والأصفر والأبيض ، يؤطرها بالكامل شريط مضفور ، ويعلوها شريط مزرّر يقطع الواجهة ، كما يمتد تحتها شريط آخر  مزرّر يتمادى عبر الواجهة ، وتحت هذا الشريط الأخير مدماك مزرّر فوق ساكف الباب الأملس. ويمتد على طرفي الواجهة التي تتوسطها البوابة الشريطان المزرّران اللذان ذكرت ليحصرا بينهما مجموعتين من الحشوات المؤطّرة ، كل مجموعة منهما في طرف ، وتتألف هذه المجموعة من حشوتين مستديرتين مزرّرتين بينهما حشوة مربعة سهمية الزخارف ، ويحيط بهذه العناصر الثلاثة إطار رباعي العقد حول كل حشوة مستديرة. ويمتد في أعلى المبنى نسق من الشرافات المورّقة ، كما تستقر فوقه قبّة ملساء تستند إلى رقبة مضلّعة ذات اثني عشر ضلعاً تفتح فيها اثنتا عشرة نافذة مقوسنة ، وتعلو الواجهة من جهة اليسار مئذنة مملوكية الطراز. وتُعتبر هذه المئذنة واحدة من المآذن الغنية بالزخارف في مدينة دمشق ، فجذعها مثمن الأضلاع تقطعه الأشرطة التزينية والكتابية ، وفي أسفله نوافذ صماء ذات أقواس ثلاثية الفصوص وتأخذ شرفتها شكل الجذع وتتدلى منها المقرنصات ، كما يحيطها درابزين معدني بسيط مجدد ، وترتفع فوقها مظلة على غرارها ، ويعلو المئذنة جوسق مثمن يحمل ذروة صنوبرية شُيدت على طراز ذرى المآذن المملوكية في القاهرة.

 وتحتاج دار القرآن الصابونية إلى بناء الأجزاء المتهدمة وترميم الأجزاء الباقية وتأهيلها كاملاً لتعود إلى حلّتها الأثرية القشيبة.  

 

مراجع للإستزادة:                                   

-      واتسينجر وولتسينجر, الآثار الإسلامية في مدينة دمشق, تعريب قاسم طوير, مطبعة سورية، دمشق 1984م.

-      عبد القادر بدران, منادمة الأطلال ومسامرة الخيال, الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1986م.

-      قتيبة الشهابي, مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية, منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1995م.       

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 2852
ألبوم صور

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *