المعالم الدمشقية الأثرية » المساجد الأثرية

جامع الأحمر

إدارة التحرير


جامع الأحمر
جامع الأحمر
 
أولاً-            الموقع العام:
 
يقع جامع الأحمر في دمشق القديمة داخل السور، في المنطقة العقارية يهود، حي الأمين، شارع الجامع الأحمر شرقي شارع الأمين الرئيسي، مروراً تحت السيباط المعقود عند السبيل إلى نهاية زقاق الجامع الأحمر.
 
ثانياً- المنشئ وتاريخ الإنشاء:
 
أُنشئ في العهد السلجوقي في القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي حوالي سنة 550هـ/1155م.
 
ثالثاً- الترميمات التي جرت عليه:
 
يقول ولتيسنجر أن جامع الأحمر جُدِّد في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي في العهد المملوكي، ثم تداعى وهَدَم ما بقي من آثاره الأساسية جمال باشا في الحرب العالمية الأولى سنة 1333ه/1914م، فأضحى خراباً عندما زاره ولتسينجر سنة 1336هـ/1917م. ثم أُعيد بناؤه في نفس موقعه القديم، بعد اقتطاع حوالي 600م2 من مساحته الإجمالية، سنة 1402ه/1982م - 1404ه/1984م، وأُطلق عليه اسم جديد هو جامع الإحسان. 
رابعاً- الوصف المعماري:
 
آبدة معمارية من مشيّدات العهد السلجوقي، كان مسجداً جامعاً عظيماً، وأضحى خراباً، زاره كارل ولتسينجر عندما قام بزيارة لمنطقته حوالي سنة 1336هـ/1917م فقال:
نستقرئ من بقايا البناء ومن بعض الصور المأخوذة أثناء عملية الهدم والتي تكرّم السيد هاناور بوضعها بين أيدينا، أن المنشأة بأكملها كانت مستطيلة الشكل 40 × 37م (1480م2)، يشغل الصحن منها مقدار 20 × 37م (740م2).
 
يتجه الجامع من الغرب إلى الشرق بزاوية مقدارها 268 درجة مغناطيسية. يحيط بالصحن جدار عال مشيد من الحجارة الصقيلة (مطلية بالجص)، ويحتضن في وسطه بركة مثمّنة. تسير بلاطتا (جناحا) الحرم بشكل متواز مع جدار القبلة، في حين أن واجهة الحرم المطلّة على الصحن هي على شكل رواق تتألّف أقسام منه من حجارة صقيلة (مطلية بالجص) فضلاً عن حجارة قديمة مُعاد استعمالها.
 
كانت ستة أقواس متساوية من أصل الأقواس السبعة، أي أنّ كلّ ثلاثة أقواس تتقدّم نحو القوس الأوسط، لا سيما وأنّ الصحن نفسه محاط بالأروقة في بقية جهاته. كان القوس الأوسط أعرض وأعلى من البقية، ولم تكن تعلوه أي نافذة، في حين أن هناك فتحة ذات قوس مدبّب قليلاً فوق كل قوس من الأقواس الباقية. وكانت تلك الفتحات مشيّدة من الآجر، بَيْدَ أنّ الفتحتين في النهايتين الجانبيتين كانتا مغلقتين، أي أنّهما كانتا بمثابة طاقة أو محراب تزييني تطل على الحرم وهذا ما يجعلنا نستنتج وجود رواق هناك.
 
توجد قطعة خشبية مشيّدة في الجدار الذي يلي النافذة وفي جانبي كتف الباب. تغطي عضادتي الباب أو القوس الأوسط كسوة (متأخرة) من الحجارة البيضاء والسوداء. كانت الأقواس الداخلية رقيقة الجدارن، غير أننا لم نعد نرى في الصورة الفوتوغرافية إلا وصلة الجدار. ويظهر أنّه كانت توجد سبعة أقواس قائمة على أعمدة، ولقد عثرنا بين الأنقاض، حيث كان يقوم المحراب، على قطعة صغيرة من القيشاني تبلغ سماكتها 2.2 سم ثم كسر خزفية مصنوعة من طينة صفراء ضاربة للأحمر ومطلية بدهان زجاجي أزرق سماوي لامع وهو خال من الشقوق، ويغطي الطلاء الزجاجي زخارف أرابسك منفّذة باللون الأسود الداكن. إن هذا النوع الذي يذكّرنا بالخزف السوري الأزرق لا يظهر في أي مكان آخر. كانت بلاطات القيشاني معزّزة بمونة جصّية في الخلف.
 
كانت المئذنة تقوم في الضلع الشرقي للصحن، وهي تتألف من جذع مُثمّن مُشيّد من الآجر ومطليّ بالجص، ويعلو الجذع رأس مؤلف من ثلاثة حقول، الأول محاط بثمانية محاريب ذات أقواس نصف مستديرة ويفصل بينها عضادات تزيينية من الجصّ، وكان الحقل الثاني أقل ارتفاعاً من الأول ولكنه محاط أيضاً بثمانية محاريب. أمّا الحقل الثالث فإنه خالٍ من المحاريب لكن تعلوه قلنسوة نصف كروية.
 
وبعد ربع قرن من زيارة ولتسينجر، زاره طلس، فوجده قد أضحى تلة تراب، ولم يبقَ من آثاره إلا الحائط الجنوبي وفيه آثار المحراب، وقد حدّثه بعض أعيان اليهود أن المنارة وجزءاً من الحائط الشمالي والقناطر الشمالية كانت باقية إلى الحرب العالمية الماضية، وأن الذي هدمها هو جمال باشا لما فتح الشارع المعروف باسمه في دمشق، فنقض كل ذلك ونقل حجارته إلى الشارع ففُرشت به أرضه.
وقد أُعيد بناء الجامع من جديد سنة 1402هـ/1982م - 1404ه/1984م بالإسمنت والحجارة البيض بمساحة 500م2 (25 × 20م) وحوالي 400م2 للصحن المبلّط والمزروع (الحديقة الشمالية)، أي بمساحة إجمالية حوالي 900م2.
 
يقع عقار الجامع ضمن شبه جزيرة، مغلقة بدور سكنية من الجهة الجنوبية فقط، ويرتفع البناء بأربع درجات عن منسوب الشارع.
 
ينصّف الواجهة الشمالية مدخل ذي مظلّة يعلوه شباك بعقد دائري، ويتوضّع عن يساره أربعة شبابيك يعلوها أربعة شبابيك بعقود دائرية. وكذلك يتوضّع عن يمين المدخل شباك ثم باب ثم شباك وتنتهي هذه الواجهة بالكتلة البارزة للمئذنة في الزاوية الشمالية الغربية.
 
وأمّا الواجهة الغربية فتحتوي على باب رئيسي ذي مظلة وملاصق لكتلة المئذنة، ويتوضع عن يمينه خمسة شبابيك سفلية وعلوية مماثلة للواجهة الشمالية.
وأمّا الواجهة الشرقية فتحتوي على سبعة شبابيك سفلية وعلوية مماثلة، ثم باب وشباكين سفليين وعلويين مماثلين خاصّة دار الإمام والخادم.
 
وينصّف الواجهة الجنوبية المحراب، حيث يتوضّع عن يمينه شباك سفلي وعلوي مماثل، ثم كتلة دار الإمام والخادم، ثم يتوضّع عن يساره أربعة شبابيك سفلية وعلوية مماثلة.
جميع الواجهات الأربع مكسية بالحجر الأبيض الحديث وتنتهي بإفريز علوي حجري أبيض.
يتوسّط حرم الجامع أربعة أعمدة بيتونية دائرية ضخمة تحمل قبة نصف كروية ملساء، تستند على رقبة مثمّنة يحتوي كل ضلع منها على شباكين، ويستند السقف المستوي الباقي على جسور بيتونية، وتتوضع السدّة في الثلث الشمالي من الجامع، والميضأة في الزاوية الشمالية الشرقية.
 
محراب الجامع مكسيّ بالرخام، ومنبره خشبيّ ذي خيط عربي. جميع شبابيكه خشبية ذات حماية معدنية، وقد دُهن السقف والجدران باللون الرمادي اللامع، وأرضيته مبلطة ببلاطٍ إسمنتي حديث.
وأما المئذنة فقد شُيّدت فوق قاعدة مربّعة، يعلوها جذع مثمّن تفتح فيه أربع كوّات معقودة على امتداد طوله، وتزيّنها ألواح من الزجاج المزخرف بالنقوش الحديثة، كذلك تعلوه شرفة مثمّنة بدون مظلة ذات درابزين شبكي، بل ويستمر الجذع في صعوده بقطر أضيق فوق الشرفة، ويزخرف بثمان كوّات صغيرة معقودة الطرفين، وينتهي بجوسقٍ مثمّن أيضاً، تعلوه ذروة صنوبريّة منتهية بهلالٍ معدني مفتوحٍ على الغرب.
 
مراجع للاستزادة:
-        يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس، المعهد الإفرنسي بدمشق، مكتبة لبنان، بيروت 1395هـ/1975م.
-        ولتسينجر وواتسينجر، الآثار الإسلامية في مدينة دمشق، تعريب قاسم طوير، طبعة برلين 1343هـ/1924م، الطبعة المعرّبة مطبعة سورية، دمشق 1405هـ/1984م.
-        أكرم العلبي، خطط دمشق، دار الطباع، دمشق 1410هـ/1989م.
-        قتيبة الشهابي، مآذن دمشق، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1414هـ/1993م.
 
 
Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://www.awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=137&id=683