المعالم الدمشقية الأثرية » المساجد الأثرية

جــامـــع حسَّـــان

إدارة التحرير


جــامـــع حسَّـــان

جامع حسّان

 

يقع جامع حسّان في مدينة دمشق القديمة ، خارج أسوارها الجنوبية الغربية , في منطقة باب الجابية عند زاوية تقاطع الزقاق المؤدي إلى دار القرآن الصابونية مع شارع قصر الحجاج.

والجامع مشيّدة سلجوقية أنشأه الأمير الكبير نجم الدين محمد بن علي كرد سنة 557هـ/1161م ، وقد ذكر ابن كثير أن محمد بن حسّان العامري الخطيب كانت وفاته بقصر حجاج نحو سنة 644هـ/1246م في العصر الأيوبي ... وذكر طلس أن المحراب الشرقي أيوبي ، ولذا يُرجّح أنّ محمد بن حسّان دُفن في تربته التي زالت وأُدمجت مساحتها في الجزء الشرقي من الجامع ، والمحراب الشرقي محراب تربته ، ولذلك غلُبَ اسم حسّان على اسم منشئ الجامع. وقد ذكر ابن طولون أن مئذنة الجامع قد أصابها ميلٌ لجهة الشرق سنة 897هـ/1491م في العصر المملوكي ، فنُقضت وأُعيد بناؤها.

وللجامع واجهتان : واجهة شمالية مصمتة مغطّاة باللياسة الإسمنتية ؛ وواجهة غربية رئيسية مغطّاة باللياسة الإسمنتية أيضاً ، غير أن مدخل الجامع الموجود في الثلث الشمالي لهذه الواجهة قد كُسيت واجهته بمداميك الحجر الكلسي المستحدث. ويوجد عن يمين المدخل شباكين مستطيلين مغطّيين بالشبك المعدني. ويوجد عن يسار المدخل تجويف السبيل المعقود بعقد مدبب مكسيّ بالرخام الحديث ومغطّىً بحماية معدنية ، ويجري الماء إليه من نهر القنوات. ثم يلي السبيل مئذنة الجامع التي تتربّع على الزاوية الشمالية الغربية ، وجذعها ذو مسقط مربّع مغطّى باللياسة التقليدية تتخلّله فتحات ضيّقة مستطيلة للإنارة والتهوئة ، وهو يحمل شرفة خشبية مربّعة بارزة ، ويستمر الجذع ضمنها بمقطع أصغر مثمّن ، والشرفة لها درابزين خشبي مزخرف وأعمدة خشبية تحمل مظلّتها الخشبية أيضاً. ويعلو المظلّة جوسق مثمّن ينتهي بقلنسوة مخروطية مضلّعة. وأما الجزء الجنوبي لهذه الواجهة الغربية ، فيعلوه سقف الحرم السنامي (جمالوني) المحتوي على شبابيك زجاجية للإنارة.

ومدخل الجامع مستطيل يعلوه لوحة تأريخية ما نصّها :

"بسم الله الرحمن الرحيم عمره الأمير الأجل الأسفهسلار الكبير المقرب نجم الدين بن مجد الاسلام أبو طالب محمد بن علي كرد لوجه الله تعالى في سنة سبع وخمسين وخمسمائة".

ويحتوي المدخل على باب خشبي ذي مصراعين يفتح على صحن الجامع ذي المسقط المستطيل والمكسية أرضيته وجدرانه بالرخام الملون الحديث ، وتوجد بركة المياه المثمنة في الثلث الشرقي منه. ويوجد عن يسار الداخل إلى الصحن باب يفتح على حجرة صغيرة عند جسم المئذنة الجنوبي ، ثم باب يفتح على مصلى النساء المستحدث الذي جُعل في جداره الجنوبي محراب نصف دائري رخامي مزخرف وملون وبارز على الصحن ، وشباكين خشبيين معقودين بعقد وتري عن يمينه ويساره. وجعل في جداره الشرقي باب يفتح على ميضأة النساء ، وباب آخر يفتح على درج يُصعد منه إلى سطح الجامع. وواجهة الصحن الشرقية تحتوي على مدخل مفتوح على المطهرة المحتوية على ستة بيوت خلاء ، ثم شباكين خشبييّن متماثلين عن يمينه معقودين بعقد وتري يطلّان على غرفة الامام. وأما واجهة الصحن الجنوبية فهي تحتوي على مدخل غربي ضيق يؤدي إلى الميضأة ، وهي تتألّف من ثلاثة عقود مدبّبة واسعة ومرتفعة مفتوحة على رواق الحرم الشمالي المغطّى بسقف خشبي ، وهي ترتكز على دعامات حجرية في الوسط والأطراف ، تتخللها قمريتان دائريتان.

ويوجد في الواجهة الشرقية للرواق بابان خشبيان معقودان بعقد وتري يعلو كلّ بابٍ منهما قمريتان مستطيلتان متماثلتان ومعقودتان بعقد ثلاثي ؛ يؤدي الباب الشمالي منهما إلى غرفة الإمام والجنوبي إلى حجرة ضيقة متطاولة. وأما واجهة الرواق الجنوبية فتشكّل الجدار الشمالي للحرم الذي يتوسطه مدخل الحرم والذي تعلوه قمرية دائرية ، ويوجد عن يمينه ثلاثة شبابيك خشبية مستطيلة وثلاثة أُخريات عن يساره متماثلة وشبه متناظرة.

ومدخل الحرم يحتوي على باب خشبي ذي مصراعين يفتح على الحرم ذي المسقط المستطيل والمغطّى بسقف خشبي سنامي (جمالوني ) يرتكز على جسور خشبية عرضية تستند على جداري الحرم الجنوبي والشمالي. وقد فُتح في الجزء العلوي لواجهتي الحرم الشرقية والغربية شبابيك زجاجية ضمن مثلثٍ واسعٍ بارتفاع السقف السنامي. وأما واجهة الحرم الجنوبية فيتوسّطها محراب رئيسي ذو واجهة حجرية كلسية مؤطرة تحوي حنية نصف دائرية معقودة بعقد مدببٍ تعلوه لوحة رخامية تحوي الآية الكريمة 43 من سورة البقرة :" وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ". وتكتنف الحنية عمودين أسطوانيين ذي تاجين وقاعدتين مقرنصتين. ويوجد عن يسار هذا المحراب محرابٌ ثانٍ شرقي أيوبيٍّ بسيط ذي حنية نصف دائرية يعلوها عقد نصف دائري أيضاً. ويوجد عن يمين المحراب الرئيسي أيضاً محرابٌ ثالثٌ غربي ذي حنية نصف دائرية وطاسة نصف كروية بعقد نصف دائري ، تكتنف عمودين أسطوانيين رخاميين ذي تاجين وقاعدتين مقرنصتين ، تعلوها لوحة حجرية رخامية تحوي بلاطات من القاشاني الأزرق مزخرفة بزخارف هندسية ونباتية وكتابية. وقد كُسي الجزء السفلي من جميع جدران الحرم الداخلية برخام مستحدث تخلّلته لوحات رخامية زخرفية هندسية ملونة ، يعلوها شريط زخرفي هندسي ملون يلتفّ حول الواجهات كلها.    

 

مراجع للإستزادة:  

-     يوسف بن عبد الهادي ,  ثمار المقاصد في ذكر المساجد , الذيل لأسعد طلس , مكتبة لبنان ، بيروت 1975م.

-     أكرم العلبي ,  خطط دمشق , دار الطباع ,  دمشق 1989م .

 

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://www.awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=137&id=2732