الخميس 09 شوال 1445 - 18 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

منابر دمشق

تاريخ النشر 2017-12-21 الساعة 10:40:48
ثمانية أدلة على بلوغ الصلاة للنبي صلى الله عليه وسلم وردِّه السلام على من يسلم عليه
الدكتور الشيخ محمد خير الشعال

 

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ

وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]

وقال سبحانه: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَ

تُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [الفتح: 8، 9]

" وَتُعَزِّرُوهُ" و وَتُوَقِّرُوهُ"  الهاء فيهما ترجع لرسول الله صلى الله عليه وسلم،

ومعنى تعزروه تُعَظِّمُوهُ وَتُفَخِّمُوهُ، قَالَهُ الْحَسَنُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: تَنْصُرُوهُ.

ومعنى توقروه أَيْ تُسَوِّدُوهُ، قَالَهُ السُّدِّيُّ. وَقِيلَ تُعَظِّمُوهُ. وَالتَّوْقِيرُ: التَّعْظِيمُ.

أيها الإخوة:

بمناسبة شهر ربيع الأول شهر ولادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جعلت الخطب كلها خلال هذا الشهر الحبيب حديثاً عن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنجتهد في الصلاة والسلام عليه وننال بركاتها وأسرارها.

وهدفي من الخطب أن تكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه

وسلم كلما سمعتم اسمه الشريف، وأن يصير لكل منكم ورد في كل يوم من الصلاة والسلام عليه ألف مرة على أقل تقدير.

عرضت الخطبتان الماضيتان لعشر فضائل من فضائل الصلاة على رسول الله صلى

الله عليه وسلم ولعشرة مواطن من مواطن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعنوان خطبة اليوم: ثمانية أدلة على بلوغ الصلاة للنبي صلى الله عليه وسلم وردِّه السلام على من يسلم عليه.

أولها: حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: «حيثما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني». [الطبراني وقال الحافظ المنذري بإسناد حسن].

وثانيها: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «

من صلى علي بلغتني صلاته وصليت عليه وكتب له سوى ذلك عشر حسنات» [رواه الطبراني وقال المنذري إسناده لا بأس به].

وثالثها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا

تجعلوا بيوتكم قبوراً ولا تجعلوا قبري عيداً وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم». [أبو داود].

ورابعها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام». [أبو داود].

وخامسها: حديث أبي هريرة أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى

علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا أُبلغته» [البيهقي وأبو الشيخ بلفظ: "ومن صلى علي من بعيد أعلمته"].

سادسها: حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن

لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام» [أحمد والنسائي وابن حبان وقال الحاكم صحيح الإسناد].

سابعها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء واليوم الأغر فإن صلاتكم تعرض علي». [أخرجه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف لكن يتقوى بشواهده].

ومنها حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء واليوم الأغر فإن صلاتكم تعرض علي

فأدعوا لكم وأستغفر» [ذكره ابن بشكوال بسند ضعيف]، والليلة الزهراء ليلة الجمعة، واليوم الأغر يومها.

ثامنها: عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه

الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، فقالوا: يا رسول

الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرَمت؟ - يعني: بليت -قال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» [أحمد  وأبو داود والنسائي وصححه النووي في الأذكار].

وروي نحو هذا الحديث عن أبي أمامة وأبي الدرداء وأبي مسعود الأنصاري رضي

الله عنهم.

أيها الإخوة:

هذه ثمانية أدلة على عرض صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاءت آثار بقول الملائكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فلان بن فلان يسلم عليك ، فيرد النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد يكشف الله تعالى لمن شاء فيسمعه رد سلامه صلى الله عليه وسلم. وقد كثرت

بذلك الأخبار في الماضي والحاضر حتى تواترت.

فمن ذلك ما نقله السخاوي عن إبراهيم بن شيبان حججت فجئت المدينة فتقدمت إلى

القبر الشريف فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته من داخل القبر يقول: وعليك السلام.

وذكر عن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد يقول أصابني وجع في يدي من وقعة

وقعتها في حمام فورمت يدي فبت ليلة متوجعاً فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في

المنام فقلت يا رسول الله – أي شاكيا له وجعي-فقال لي: أوحشتني صلاتُك علي يا

ولدي – أي تأخرت بالصلاة علي يا ولدي- فأصبحت وقد زال الورم والوجع ببركته صلى الله عليه وسلم.

وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْتُونَكَ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ أَتَفْقَهُ سَلَامَهُمْ؟، قَالَ: «نَعَمْ وَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ».

ومشهورة قصة العتبي أما المواجهة الشريفة؛ قال ابن كثير في تفسيره: وقد ذكر

جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن

العتبي، قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال:

السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ

فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] وقد

جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعا بك إلى ربي. ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه

فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه

فيه العفاف وفيه الجود والكرم

 ثم انصرف الأعرابي،  قال العتبي: فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم

في النوم، فقال «يا عتبي، الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له» .

وقال السخاوي في القول البديع: يحكى أن رجلاً يقال له محمد بن مالك قال مضيت

إلى بغداد لأقرأ على أبي بكر بن مجاهد المقري فبينما نحن نقرأ عليه يوماً من الأيام

وكنا جماعة إذ دخل عليه شيخ وعليه عمامة رثة وقميص رث ورداء رث، فقام

الشيخ أبو بكر له وأجلسه مكانه واستخبره عن حاله وحال صبيانه. فقال له: ولد لي الليلة مولود وقد طلبوا من سمنا وعسلا ولم أملك ذرة.

 قال الشيخ أبو بكر: فنمت وأنا حزين القلب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في

منامي فقال لي: ما هذا الحزن اذهب إلى علي بن عيسى الوزير، وزير الخليفة فاقرأ عليه السلام وقل له: بعلامة أنك لا تنام كل ليلة جمعة إلا بعد أن تصلي علي ألف مرة،

وهذه الجمعة صليت ليلتها علي سبع مائة مرة، ثم جاءك رسول الخليفة فدعاك إليه،

فمضيت ثم رجعت فصليت علي حتى أتممت ألف مرة،  سلم إلى أبي المولود مائة

دينار ليستعين بها على مصالحه.

قال: فقام أبو يكر بن مجاهد المقري مع أبي المولود فمضيا إلى دار الوزير فدخلا

عليه، فقال الشيخ أبو بكر للوزير: هذا الرجل أرسله إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام الوزير وأجلسه مكانه سأله عن القصة،  فقصها عليه،  ففرح الوزير وأمر

غلامه فوزن مائة دينار وسلمها لأبي المولود، ثم وزن أخرى ليعطيها للشيخ أبي بكر فامتنع من أخذها،  فقال له الوزير خذها لبشارتك لي بهذا الخبر الصادق فقد كان هذا

الأمر سراً بيني وبين الله عز وجل وأنت رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم،  ثم وزن مائة أخرى وقال له خذها لك ببشارتك بعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم

بصلاتي عليه كل ليلة جمعة، ثم وزن مائة أخرى وقال لي خذها لتعبك في المجيء

 إلينا ههنا،  وجعل يزن مائة بعد مائة حتى وزن ألف دينار، فقال له الرجل: أنا لا

آخذ إلا ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أيها الإخوة الكرام:

هذه بعض أدلة على أن صلاتكم معروضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو

صلوات ربي عليه يرد السلام عليكم ويرد الصلاة؛ فأكثروا ما استطعتم من الصلاة والسلام عليه واجعلوا أقل ذلك ألفاً في كل يوم فإن خيرها عميم وبرها كبير وثوابها جزيل.

       

والحمد لله رب العالمين

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 2059
تحميل ملفات
فيديو مصور