وَعَدَنَا رَبُّنَا وَأَعلَمَنَا بِذَلِكَ حَبِيبُنَا ، فَخَيرُ مَا فِي هَذَا الشَّهرِ العَشرُ الأَوَاخِرُ مِنه، فَلَيَالِيهِ تَاجُ اللَّيَالِي، فَقَد كَانَ نَبِيُّنَا يَجتَهِدُ فِيهَا مَا لا يَجتَهِدُ فِي غَيرِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا دَخَلَ العَشرُ الأَخِيرُ أَحيَا لَيلَهُ وَأَيقَظَ أَهلَه، وَشَدَّ مِئزَرَهُ وَجَدَّ فِي عِبَادَتِه، وَاعتَكَفَ العَشرَ كُلَّه، كُلُّ ذَلِكَ تَحَرِّيَاً لِلَيلَةِ القَدر، وَكَانَ نَبِيُّنَا يَفعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ عَامٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ الله، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَخُصُّ هَذَا العَشرَ بِمَزِيدٍ مِنَ العِبَادَاتِ التِي لَم يَفعَلهَا فِي سَائِرِ الشَّهر، وَكَانَ النَّبِيُّ لا يَدَعُ أَحَدَاً مِن أَهلِهِ يُطِيقُ القِيَامَ إِلا أَقَامَه. وَكَانَ قَتَادَةُ يَختِمُ القُرآنَ فِي كُلِّ لَيلَةٍ مِن لَيَالِي العَشر. وَ
كَانَ سُفيَانُ الثَّورِيُّ يَقُول: أَحَبُّ إِلَيَّ إِذَا دَخَلَ العَشرُ الأَوَاخِرُ أَن يَتَهَجَّدَ بِاللَّيلِ وَيَجتَهِدَ فِيه، وَيُنهِضَ أَهلَهُ وَوَلَدَهُ إِلَى الصَّلاةِ إِنْ أَطَاقُوا ذَلِك.