بخطى ثابتة ومدروسة بدأت دار الأمان لليتيمات بدمشق مشوارها الديني الإنساني ، فتأسّست بموجب قرار مجلس الوزراء رقم /420/ بتاريخ 18/7/1970م .
تسعى الدار إلى رعاية اليتيمات وتنشئتهنَّ تنشئةً دينية ًاجتماعيةً صالحة ، وتوفير المأوى والملبس والمأكل لهنّ ، وتأمين توجيههنّ وتوعيتهنّ دينياً وثقافياً ومهنياً.
هذا وإنّ الدار بشقيها ( الدراسة والمبيت ) تُعنى بالفتيات اليتيمات عناية كاملة خلال أيام الأسبوع التي يقضينها في الدار بإشراف الكادر المتميز الموجود هناك ، وتضمّ الدار حوالي مائة وعشر طالبات موزعة على صفوف المرحلة الابتدائية .
من الجانب الأسري : تسعى الدار بأن تكون حضناً دافئاً لمن فقد حنان الأسرة وحرم رعاية الوالدين وتربيتهم، وتتواصل مع الأهل من أجل الملاحظات التي تعترض الإدارة عند المعالجة، ليكون هناك تنسيق كامل بين ذوي اليتيمة والدار .
من الجانب الأخلاقي : تُعنى الدار كثيراً بالدور التربوي والأخلاقي لتجعل من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم القاعدة التي تنطلق منها في تربية جيل الغد .
من الجانب التعليمي : تسعى لأن ترتقي بكل فتاة إلى مستوى تعليمي راقٍ ، و تأخذ بيدها لكي تصل إلى التحصيل الدراسي المطلوب ومواكبة مسيرة التعليم المتطور في كافة المجالات العلمية والمعلوماتية عسى أن نبلغ الغايات المنشودة ونحقق الآمال المعقودة على تلك الزهرات التي نبتت في تربة اليُتم وفقدت من يسقيها.
من الجانب المعنوي : إعطاء الفتيات جرعات مركزة من الثقة بالنفس ومساعدتهن على تجاوز محنة اليُتم لكي يستطعن تحمل تحديات الحياة ومصاعبها ، وبالتالي تكون فرداً صالحاً ويداً بناءة في صرح هذه الأمة.
تتميز الدار بوجود كل ما تطمح إليه الفتيات حيث أنَّه تمّ التركيز على خصوصية الفتاة فلكل فتاة منهنَّ أغراضها الشخصية الخاصة بها حيث تُعرف أنها لها بوجود اسمها عليها ابتداء من السرير الخاص بها مروراً إلى كافة ملابسها ، وانتهاء بأدواتها الشخصية من فرشاة للشعر – معجون وفرشاة للأسنان – جل للاستحمام .
كما يُميّز المهاجع التي يقيم فيها الفتيات بألوان مشرقة باعثة للأمل في نفوسهم ، ولتسهيل حركتهم ، فلكل مهجع حمامُهُ الخاص المتميز بنظافته الواضحة الرائعة ، كما أنَّ لكل مهجع مشرفته الخاصة التي تبيت مع الطالبات للإشراف عليهم طوال فترة الليل ، وتتابع السيدة مديرة الدار د.منال الخطيب كافة شؤون الطالبات عبر كاميرات مراقبة موزعة على كامل الدار .
هذا ولا ننسى الاهتمام الواضح بتغذية الفتيات ومحاولة إطعامهنَّ كل ما يمكن أن يخطر في بالهم ، وللفسحة مكان أيضا ً في الدار فقد تمَّ تحضير غرفة للجلوس لقضاء وقت الفراغ بها بعد الانتهاء من واجباتهم وهي تتميز بوجود شاشتي تلفاز واحدة للصغار وأخرى للكبار .
دار الأمان للإناث تمثّل خيريّة بلاد الشام بتطبيق حديث رسول الله (( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين )) وأشار صلى الله عليه وسلم بأصبعيه السبابة والوسطى .
فاليُتم حقيقة مجتمعية لا مفرَّ منها ، وتبقى للدار التميز الخلاّق في رعاية اليتم والأيتام .
وفي الآونة الأخيرة ازدهرت هذه الدار بتسلُّم د.منال الخطيب مقاليد الإدارة بسبب النقلة النوعية التي قامت بها على كافة الصعد ، وإنّ مديرية أوقاف دمشق تشكر د.منال على جهودها الكبيرة المثمرة سائلة ً المولى سبحانه أن يجعلها في صحيفة أعمالها .