الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2018-05-08 الساعة 13:02:18
رجال المبادئ والمواقف والدعوات
فضيلة الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 18 من شعبان 1439 هـ - 4 من أيار 2018 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل: )وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّـهِ تُحْشَرُونَ( [آل عمران: 157-158].

روى الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من الصلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السِّرّ، وكان غامضاً في الناس، لا يُشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافاً فصبر على ذلك))، ثم نقر النبي صلى الله عليه وسلم بيده فقال: ((عُجِّلَت مَنيته، قلت بواكيه، قل تُراثه)).

معاشر السادة: هذا الحديث وصف جَليل لِرجال المبادئ والمواقف والدعوات الذين يعيشون فيها ويفنون فيها، الذين يعيشون فيها ويحيون فيها، الرجال الذين يَظهرون في آفاق الحياة كما تَظهر الشهب المنقضة في جنح الظلام، ما أن تلتمع حتى تنطفئ، إنها في سرعتها الخاطفة وهي تشق إهاب الليل تستنفد حياتها وحرارتها في انطلاقها وحركتها، وكذلك رجال المبادئ والمواقف، يُذيبون قواهم وشبابهم في أداء مواقفهم وفي أداء واجبهم، ويسكبون دماءهم ويحرقون أعصابهم لتتألق بها الرسالات التي يعملون لها، فتتحول بهم إلى سَيل جارف، ويتحولون بعدها إلى رُفات هامد، هذا هو سَبيل الفدائية المحفور في تاريخ البشر مُنذ الأزل، وقد كان محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه الفدائي الأول لدعوته الكبيرة، خُوِّفَ في الله ما لم يُخف أحد، وأُوذي في الله ما لم يُؤذ أحد، ووقف مشاعره وجهوده وآماله وأحزانه وأفراحه على إنجاح رسالته، ثم سُلَّ مِن هذه الدنيا كما تُسَلُّ الشَّعرة مِن العجين، فلم يَمسسه شيء مِن كِبرها أو جَاهها أو راحتها، بل لقد سَرَت عدوى هذه التَّضحية إلى أسرته، فلم تَرِث مِنه شيئاً إلا البلاء والتَّشريد، وإن هذا النبي الكريم لَيُحدثنا أنَّ أغبط أوليائه عنده أقربهم إلى مَسلكه وأشبههم به في فِدائه وتَضحيته،
خِفَّةٌ في تكاليف المعيشة، وزهدٌ في تَرَف الحياة، وجُنُوحٌ إلى العبادة، ونُزُوعٌ إلى الإخلاص، واحتقارٌ للمظاهر، هذه هي معالم العيش الذي يجب أن ينكمش في حدوده الفدائيون المقاومون، ما لهم وللمطامع والملذات، ما لهم وللرِّياء وحُبِّ الظهور.

إنَّ الجندي المجهول يَرى في الغموض والبَساطة أفضل جَوٍّ يَعمل فيه ويُنتج، فإذا بدا في الأفق ما يُريب وأحسَّ بالخطر على رِسالته طار إلى أداء واجبه لا يلوي على شيء مِن أجل ذلك، وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((عُجِّلَت مَنيته))، لأن سنة الرجولة تعلم ذويها أن لا نُقوص ولا إحجام، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً بقوله: ((قَلَّت بَواكيه))، ولم يَقِلَّ البُكاء على أولئك الشهداء الكرام، الآن الجهاد غربهم عن أوطانهم فماتوا بعيداً عن الأقربين، كسيد الشهداء حمزة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوت الباكين بعد معركة أُحُد على ذَويهم، فقال: ((لكن حمزة لا بواكي له))، أم لِأَنَّ رِجال الحق كرههم عَبيد الحياة، فهم لا يحسون لِفقدهم أسفاً، قد يكون ذلك أو يكون الأمر أخفى مما نعلم، ووصفه أيضاً بقوله: ((قَلَ تُراثه))، وهل لأصحاب المبادئ وأصحاب المثل العالية تُراث يُخلفونه؟! إنهم وما مَلكوا وقود دعواتهم وفداء أفكارهم، وقد يقرأ المرء سِيَرَاً شتى لأبطال كثيرين، ولكنه ما إن يَنتهي مِن قِصَّة الحسين سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتتبع مَراحلها الأولى والأخيرة إلا ويَشعر بأنَّه أمام بُطولة حشو أديمها اليقين الغالي والثبات الرائع، لقد كان الحسين بن علي سيداً ابن سيد، ورجولته الفريدة تَستثير الإعجاب، فإن الحسين رضي الله عنه لَمَّا أَحَسَّ الغدر مِن أعدائه المتربصين به، رأى أن يموت وهو يُواجه أعداءَه أحب إليه مِن أن يَقع في أيديهم غَنِيمة باردة.

ذكر علماء التاريخ أنَّ الحسين حِين مَضى بأصحابه جلسوا يَستريحون قليلاً، فَخَفَق الحسين خَفقة انتبه على أثرها فَزِعاً وهو يسترجع ويحمد الله، فسأله ولده: جُعِلتُ فِداك، مما استرجعت وحمدت؟ فقال الحسين: رأيت فارساً على فرس يقول: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمت يا بني أنها نفوسنا نُعيت إلينا، فقال له ولده: يا أبتي لا أراك الله سوءاً، ألسنا على الحق؟ قال: بلى والله الذي إليه مَرجع العباد، فقال له ولده: إذاً لا نبالي أن نموت مُحقين.

ودار القتال واستمات الحسين وصَحبه في الدِّفاع عن أنفسهم، وكان الحُسين يقول وهو يَخوض هذه المجزرة:


 

سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلماً

وآسى الرجال الصالحين بنفسه * وخالف مثبوراً وفارق مجرماً

فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم * كفى بك ذلاً أن تعيش وتُرغَمَا

وهكذا عاش الحسين شجاعاً ومات شجاعاً.

إن أصحاب العقائد والمواقف والمبادئ عندما يُحاط بهم يُشبهون النار عندما تنفخ فيها الرياح، تتحفز مَشاعرهم كلها، ويجابهون الأخطار ببأس شديد، مِن أجل ذلك جعل الله جزاء المجاهدين والصَّابرين جنات عرضها السموات والأرض، والمعروف مِن دلائل الشريعة أن لله جنة تَعَهَّد غِراسها وأعد فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، حيث قال سبحانه: )فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ( [آل عمران: 195]، والمعروف أن الله لم يَجعل نَيل هذه الجنة بالمجان، وأنه كذلك لم يَطلب لها ثمناً تافهاً، بل جعل الحصول عليها بأغلى ما يمكن لامرئ أن يدفعه، وهو نفسه وماله، ولذلك جاء في الحديث الذي رواه الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن خاف أدلج، ومَن أدلج بلغ المنزل، ألا إنَّ سلعة الله غالية، ألا إنَّ سِلعة الله الجنة)).

معاشر السادة: إننا في هذه الأيام المباركة نَستظل بِظِل ذكرى مُناسبة وطنية جليلة، إنها ذكرى شهداء الاستقلال العربي.

إنَّ قافلة الشهداء في الجمهورية العربية السورية عبر التاريخ لم تُغير نهجها، ولم تتخلف يوماً عن واجبها، ولم تبخل يوماً بقطرة دم مِن أفرادها، هذه القافلة تَعلمت دروس العز والفخار مِن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ورضعت لبن الشجاعة والرجولة مِن دم الحسين، وتعلمت الصبر والإيمان مِن عمار بن ياسر، وتعلمت البحث عن الحقيقة مِن سلمان الفارسي، وتعلمت مِن السيد المسيح عليه السلام أن الحق لا تنطفئ شُعلته مهما عَصفت بوجهه الرياح الهوجاء، فإذا أردت أن تَرفع مُستواك وتُعلي شأنك؛ قِف في حضرة الشُّهداء الأبطال، قِف أمام هؤلاء الربانيين الذين عاشوا باليقين حتى أتاهم اليقين.

إن كل شَهيد سَقط في ميدان المعركة هو مِصباح في سماء هذا الوطن، إنَّ شُهداءنا شهداء هذا الوطن على مَرِّ التاريخ عَلَّمونا أن نَعيش كِراماً وأن نموت كراماً، علمونا ألا نَستسلم للجَلَّاد الحاقد، عَلَّمونا ألا نرَكع للمُحتل الغاصب، عَلَّمونا ألا نَتراجع عن حَقِّنا ومَبدئنا خُطوة واحدة، عَلَّمونا ألا نَخضع،
عَلَّمونا ألا نَركع، عَلَّمونا كيف نَرفع رؤوسنا، عَلَّمونا كيف نُحافظ على كرامتنا، عَلَّمونا كَيف نُحافظ على سِيادتنا، عَلَّمونا كيف نُؤدب الجرذان الصَّعاليك الذين يَتطاولون علينا، عَلَّمونا أنَّ الحياة جِهاد وفِداء ونِضال، عَلَّمونا أنَّ الرُّجولة مَوقف أو مَواقف، عَلَّمونا أنَّ الرَّجل هو الذي يَقف، هو الذي يُقاوم، هو الذي يَصمد، هو الذي يُقَدِّم، هو الذي يُضحي، علمونا أنَّ الرجل الحق هو الذي لا يُدير ظهره لأعدائه، عَلَّمونا هؤلاء الشهداء أنَّ الرجولة والعزة والكبرياء هم الذين صَنعوها، هم الذين علموا البشرية والإنسانية جمعاء مَعنى الرجولة ومعنى الشجاعة، مِن أجل ذلك اختصهم الله عز وجل بالشهادة، الله لا يَصطفي إليه شهيداً جباناً أبداً، يَصطفي إليه شَهيداً قوياً، شَهيداً مخلصاً، شَهيداً عظيماً، أحب الله وأحبه الله، أحب وطنه وأحبه وطنه، أحبه أهل بلدته أهل وطنه فأحبهم كما أحبوه.

إنَّنا في هذه الأيام نَشهد انتصارات جليلة -بِفضل الله جل جلاله- لرجال الجيش العربي السوري، وبعد أيام قليلة سنشهد رفع هذا العلم سنشهد رفع هذا العلم فوق سماء يلدا وببيلا والحجر الأسود ومخيم اليرموك، هذا العلم سَيُرفع بدم الشهداء الأبرار، الذين قدموا دماءهم الطاهرة وأرواحهم الزكية فداء ودفاعاً عن هذا الوطن الحبيب والجليل.

الصهاينة والمتصهينون في مخيم اليرموك قَتَلوا الشَّهيد شادي عيسى قِتلة لا تَمُتُّ إلى الإنسانية بِصِلة على الإطلاق، شهيد بطل مُقاوم "شادي عيسى" مِن مَدينة أو بَلدة "كرتو" في ريف طرطوس الحبيبة، فَخَّخُوا خُوذته وقَيَّدُوه وألقوه مِن ارتفاعٍ شَاهق على رأسه، فانفجرت الساعقة وحدث ما حدث، هذا البطل العظيم لم يرَكع للدَّواعش، هؤلاء الصَّهاينة، هؤلاء الملعونين، هؤلاء القذرين، هؤلاء الحاقدين، هؤلاء الذين يتكلمون بالإسلام، وهم والله لَيس لهم صِلة بالإسلام، وليس لهم صلة بالإنسانية، ومع كل ذلك شَهيدنا البطل "شادي عيسى: كغيره من الشهداء الأبرار الآلاف، لولا دماؤهم الطاهرة لما استطعنا أن نَرفع هذا العلم على هذا المنبر الطاهر الشريف، "شادي عيسى" يا أبناء بلدة كرتو، يا أيها الأطهار، يا أيها الكرام، يا أيها الشرفاء، بِشَهيدكم ارتفع هذا العلم، نحن لَن نخسر على الإطلاق، النصر لا بُدَّ له مِن تضحية، النصر ثمنه غال، وسورية عروس ومهرها الدم، بهؤلاء الشهداء الأبطال، بهؤلاء الشهداء العظماء، بهؤلاء الرجال الكبراء، ننتصر ونحقق الانتصارات يوماً بعد يوم، كلما وَدَّعنا شهيداً ازددنا رِفعة ورفعاً بهذا العلم ولهذا العلم، وكلما انضم شَهيد إلى قافلة الشُّهداء نَتذكر دائماً أنَّ هؤلاء الأطهار الكرام
أَبَوا إلا أن يَموتوا كِراماً، وعَلَّمونا أنَّه يَجب أن نَصون أوطاننا وأن نصون أعراضنا وأن نَصون كرامتنا، بالدَّم، بالدَّم، بالدَّم، وبالتضحية والبطولة والفداء والرجولة.

نَعم لن نستكين، أبدا، لن نستكين، عهداً عهداً أمام الله لن نستكين، حتى نُطهر أراضي هذا الوطن مِن دَنس ورِجس آخر إرهابي، ولن نستكين ولن نتراجع حتى نَنتقم لِشهدائنا الأبرار، حتى نزأر لشهدائنا الأبرار، وَسَنُعلم العالم أجمع أن شهداءنا عَلَّمونا أن نَعيش رجالاً وأن نموت رجالاً، عَلَّمونا أن نَعيش كِراماً وأن نَموت كِراماً.

يا شُهداء هذا الوطن، يا شهداء الجيش العربي السوري، رجال الله رجال الله على الأرض، أنتم مَن عَلَّمنا الحرية، وأنتم مَن زرع لنا الحرية في هذه الحياة، وأنتم مَن زرع لنا الأمان في هذه الحياة، وأنتم مَن داس الإرهاب وداعميه ومموليه بنعاله بنعالكم الطاهرة، وعَلَّمتم البشرية والعالم أجمع أنَّكم هنا في دمشق تَرَبَّيتم في عرين الأسد، تَرَبَّيتم في عرين الأسد المقاوم، تخرجتم مِن مدرسة حافظ الأسد رحمه الله تعالى وأرضاه، تَعَلَّمتم في مدرسة القائد المقاوم والفذ بشار حافظ الأسد، هذا القائد الذي لم يَركع إلا لله، وقالها للملأ أجمع: نحن هنا نُدافع عن أرضنا، نُدافع عن مبدئنا، نُدافع عن حَقِّنا، لا نتراجع، لا نستكين، لا نستسلم، ننتصر أو ننتصر.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1052
تحميل ملفات
فيديو مصور