السبت 11 شوال 1445 - 20 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2018-01-02 الساعة 09:22:30
الحياة جسر بين شاطئين
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 11 من ربيع الآخر 1439 هـ - 29 من كانون الأول 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم مُلاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَـذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر: 39-40].

قال السيد المسيح عليه السلام لتلامذته: (مَن ذا الذي يَبني على مُوج البحر داراً، تِلكم الدُّنيا، فلا تتخذوها قراراً).

وفي هذا المعنى أنشد الشاعر:

نسير إلى الآجال في كل لحظة *** وأعمارنا تُطوى وهُنَّ مَراحل

ولم أر مِثل الموت حقاً *** كأنَّه إذا ما تخطته الأماني باطل

وما أقبح التَّفريط في زَمَنِ الصبا *** فَكيف به والشَّيب للرَّأس شَاعل

ترحل مِن الدُّنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهن قلال

ذكر أحد الصالحين أنَّ رَكباً مُسرعاً مَرَّ بِبَعض المقابر، فقال أحدهم لِزَميله: أتدري ما تقول هذه القبور عَنَّا؟ فقال: ماذا تقول؟ أجاب: تقول: كما أنتم كذا كُنَّا وكما نَحن تَكونون.

معاشر السَّادة: هذه الحياة جِسر بين شاطئين: أحدهما: مبهم وفدنا مِن عالمه المجهول لا نُحِسُّ شيئاً، وبدأنا رِحلتنا في هذا الوجود مِن حافته ونحن أطفال أغرار نسمع عن ماضينا أنَّه كان صُفراً، وإلى هذا الماضي المجهول أشار القرآن بقوله سبحانه: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا﴾ [الإنسان: 1]، ومَضينا في طريق الحياة، وكلما تقدمت بِنَا السِّنّ تَبينت لنا شواطئ العالم الآخر، العالم الذي سنستقر فيه ونخلد، ونشقى فيه أو نسعد.

مِن الخير للإنسان أن يعلم علم اليقين أنَّ عُمره المحدود في هذه الدنيا إن لم يَكن وسيلة للكمال والرُّقي فلن يُشرق غَدُه، ولن يَخرج مِنه بطائل، فالجنة التي وعد الله بها المتقين لا تتسع لخسيس ولا مَهين، وإذا لم يَكن الإنسان على حَظٍّ مِن الكَمال والفضيلة فَلَن يَجِدَ بِها مَنزلاً، ولَمَّا استكبر بها إبليس طُرد منها، وقال الله له: ﴿فَاهبِط مِنها فَما يَكونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فيها فَاخرُج إِنَّكَ مِنَ الصّاغِرينَ﴾ [الأعراف: 13]، ولما غَفِلَ آدم عن ربه ووهت في الخير عَزيمته أُخرج هو وزوجته منها، وعرفهما الله عز وجل وعرف ذُريتهما مِن بعدها أنَّ للجنَّة مُستوى خاصاً مِن الكمال، مَن فَقده لم يَبق أهلاً لها، فَمَن بَقيت في نفسه إِثَارة مِن شَرٍّ وأدركه الموت وهو لم يتطهر منها حُبس على شواطئ الآخرة، ولم يَدخل جَنَّةَ رَبِّه وهو على تلك الحال، ويُؤكد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: ((يَخلص المؤمنون مِن النَّار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فَيُقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أُذِنَ لَهُم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا))، أرأيت لا بُدَّ مِن تَهذيب وتنقية، فَمَن لم يستو وينضج ويطب في الدنيا انتظرته جهنم لِتُكمل له ما نَقَصه وتُعوض ما فاته.

إنَّ الإنسان خُلق مِن عناصر فيها كَدَر وهَوَان، حمأ مسنون، ونُطفة أمساج، وأمامه في الدنيا فُسحة من الأجل ينبغي أن يَستغلها في ترشيح نفسه للملأ الأعلى، فَيَقهر أهواءه ويَمسح أكداره ويُرقق مِن طينته وَيسمو بطبيعته، ويتعهد روحه بالصقل والتهذيب حتى يَطِيب ويطهر، فإذا جاءته رُسُلُ ربه لِتَنقله إلى الدار الآخرة صَدَقَ فيه قول الله: ﴿الَّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقولونَ سَلامٌ عَلَيكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [النحل: 32].

إنَّ هُناك أقواماً تَشُمُّ في أعمالهم نَتَن الطِّين الذي خُلِقُوا مِنه، وتَلمَحُ في أخلاقهم كُدره وسَواده، هؤلاء ليسوا أصحاب الجنة مهما زعموا وأملوا، والدار الآخرة تتطلب أخلاقاً معينة وأعمالاً صالحة، فَمَن استحلى المعصية وأكل الحرام فلن يَجد إلا مُنقلباً شؤماً، فقد ورد في الحديث الذي رواه الترمذي أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَيُّمَا عَبدٌ نَبَتَ لَحمُهُ مِن سُحتٍ فَالنَّارُ أولى به))، ومع هذا التَّحذير الرَّهيب فإنَّك تجد أنَّ مَسَّاً أصاب جُمهوراً غفيراً مِن الناس، فانطلق يَركض في ساحات الدنيا ركض الوحوش، لا يقع في مخالبه شيء إلا ابتلعه، فهو لِصٌّ مَالٍ وجَاهٍ وهو يَلتهم ما يعرض له دون تهيب لحرام أو ابتغاء لحلال، ما يُفرقه شيء عن وحوش الغابات، إنَّ هؤلاء لا يُؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ويستحيل أن يَتغير سلوكهم إلا بإيمان صحيح.

أمَّا الموقنون بالدار الآخرة فَلَهُم سِيرة أخرى، إنَّهم يَتقون الشُّبهات استبراءً لِدِينهم وعرضهم، ويكترثون بالآخرة أشدَّ مِن اكتراث غيرهم بالدنيا، وهم يَفهمون بعمق قوله سبحانه: ﴿وَمَا هَـذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 64].

في طلب الدنيا والآخرة جاءت آيات تحتاج إلى تفسير وإيضاح، مِن هذه الآيات قوله سبحانه: ﴿مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ * أُولـئِكَ الَّذينَ لَيسَ لَهُم فِي الآخِرَةِ إِلَّا النّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعوا فيها وَباطِلٌ ما كانوا يَعمَلونَ﴾ [هود: 15-16]، هذه الآيات تُفيد أنَّ هُناك أمماً وأفراداً سَوف يَحيون لهذه الدنيا وحدها، لا يَعنيهم ما وراءها، وسَوف يَبذلون قواهم ومَواهبهم للاستحواذ على مَا في الحياة مِن خيرات، والاستمتاع بها دون شكر لخالقها أو معرفة قدره وفضله، وقد بَيَّنَ الله جل جلاله أنَّه يُعطيهم ما طلبوا، ويمكن لهم في الدنيا بقدر جهدهم دون بخس ولا حيف، أمَّا الدَّار الآخرة فلا نَصيب لهم فيها، إذ هُمْ لم تَعنيهم ولم يَكترثوا بها، ويَبقى أن يَنَالوا الجزاء العَادل على تَكذيبهم ونِسيانهم لربهم وهو الخلود في النَّار.

إنَّ النَّاس -يا سادة- إنَّ النَّاس بُعَيد البعث يَعتريهم ذُهول ودَهشة، ويُخيم عليهم صَمتٌ يَعتريه تَساؤلُ الحيرة بين الحين والحين، ﴿يَومَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصوَاتُ لِلرَّحمَنِ فَلا تَسمَعُ إِلا هَمْسَاً﴾.

إنَّ الحياة الدنيا مَيدان اختبار ودار بلاء، وفي ذلك الامتحان المعقد الثَّقيل قد يُقتل أنبياء ويَسقط شهداء، وتنتشر شائعات على أنها حقائق، وتُدَرَّس جَهالات على أنها علم، ولا بُدَّ مِن يَوم تعود فيه الاستقامة لهذه الموازين المختلة، وتَصِحُّ فيه الأوضاع السَّقيمة، لا بد مِن يوم القيامة: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 6-8]، الـمُحزِنُ في ذلك أنَّ أكثر النَّاس مَصروف عن هذه الحقيقة، أكان إبليس ذكياً؟ أكان إبليس ذكياً عندما تنبأ بأنَّ أولاد آدم سيهتمون بالعاجلة ويذرون الآخرة؟! إنَّه تَوَقَّعَ مِنهم ذلك، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾ [سبأ: 20-21].

عام مضى مِن عُمُرِنَا، نحن في هذه الأيام المباركة في هذه السَّاعات الأخيرة، نَقِفُ على ثنيات الوداع، لِنُوَدِّع عام ألفين وسبعة عشر، كما وَدَّعنَا السِّنين الطَّويلة أو القصيرة التي مضت من عُمُرنا ومِن حياتنا، والموت يَطرق بابنا كُلَّ لحظة وكل يوم، والمؤمن الكيس والعاقل هو الذي يَتزود لآخرته، وهو الذي يجعل مِن هذه الدنيا مَزرعة للآخرة، فَمَن زَرَعَ خَيراً فإنَّه يَحصد يوم القيامة خيراً، ومَن زَرَعَ شَوكاً فَإنَّه لا يَجني مِن الشَّوك العِنب.

حَرِيٌّ بِالمؤمن وجدير بالمؤمن، جدير بالمؤمن وبالعاقل وبالواعي أن يَستغل أيامه، أن يستغل حياته بالتقوى، بالطاعة، بالأعمال الصالحة، بأعمال البر والخير.

بتوجيه مِن القائد المؤمن، سيد الوطن، زعيم العرب، القائد بشار الأسد حفظه الله تعالى ورعاه، وجه الخطباء وأئمة المساجد اليوم إلى إقامة صلاة الاستسقاء، كُلُّنا يعلم -يا سادة- أنَّ الجفاف يضرب منطقة الشرق الأوسط بأسرها، هذا الجفاف نحن نُؤمن تماماً بأنَّ الكون قائم على الأسباب والمسببات، نُؤمن بما يُسمى بالاحتباس الحراري، بسبب ارتفاع حرارة الأرض، بسبب التلوث البيئي، بسبب ما يعتري طبقة الأوزون من مخلفات لهذه المعامل الصناعية الخطيرة والهائلة في العالم، لكننا أيضاً يَجب علينا أن نَقول: هُناك احتباس أخلاقي، هناك احتباس أخلاقي.

يا سادة: عندما يمنع الخير مِن السماء هذا المنع له أسباب كثيرة: أولها: مَنعُ الزَّكاة، وأكد على ذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((ومَا مُنع قوم زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء)) هذا أمر، وهُناك أمر آخر، هذا القتل والهرج والمرج الذي يَجري في منطقة الشرق الأوسط، يرفع الخير ويرفع الرحمة، كلنا يعلم كيف فعل ما يُسمى بالتحالف العربي الذي يَقوده النظام السعودي، كيف قاموا بقصف سوق في يمننا الحبيب، وراح ضحية ذاك القصف ما يَزيد عن مائة شهيد وجريح، أين الرحمة؟ بأي ذنب يُذبحون؟ أين الرحمة في قلوبنا؟ هذا على المستوى الدولي، على المستوى العالمي، على مستوى الحروب، على مستوى ظلم الساسات والسياسات الكبرى والدول الكبرى في العالم، أمَّا نحن فيما بيننا، فيما نتعامل به كل يوم وفي كل ساعة، تجد المحبة قد ذَهبت مِن قلوبنا مع الأسف، نعم أصبحنا نُجامل أكثر مما نحبب، أصبحنا نُنَافق أكثر مما ينبغي أن نَصدق، كثير من الناس اليوم هُجِّرُوا مِن بيوتهم بسبب الإرهاب والإجرام الذي ضَرَبَ وطننا الحبيب، وعلى أثر ذلك كَم مِن طفل فَقَدَ والده، كم مِن زوج فقد زوجته، كم مِن زوجة فقدت زوجها، وكم مِن إنسان يُعاني مِن البرد والجوع والقلة والحرمان ما يعاني، والكثيرون يَبحثون عن غرفة يُريدون أن يَستروا بها أطفالهم وأزواجهم لا يجدون، وإذا وجدوا وجدوها بثمن مرتفع يزيد عن قدرته وطاقته عشرات المرات، لماذا لا نَرحم بعضنا أيها السوريون، هذا الآجار وارتفاع الأسعار والله لو كانت عندنا أخلاق الإسلام لما أخذنا مِن مُستأجر واحد لا درهماً ولا ديناراً ولا ليرة، لَقُلنا لهم تفضلوا أهلاً وسهلاً بكم، أنتم أهلنا وإخوتنا، لكنَّ الأمر حدث بالعكس، وإن كان هُناك أناس لهم أيادي بيضاء، فَتَحُوا بُيوتهم وفَتحوا قُلوبهم، لا يُنكر ذلك، لكنَّهم قِلَّة، بل السَّواد الأعظم مِن الناس استغل الظُّروف، اجلِس مع أي مُواطن اليوم يقول لك: أرجوك ساعدني أجار البيت كَسَرَ ظهري، أرجوك ساعدني أولادي يُريدون أن يَأكلوا، أريد أن أشترى لباساً لأطفالي أرجوك، ألا تُبكيك هذه الكلمة، ألا تُبكيك، ألا تُشعرك بآلام أخيك، فهذا الجفاف الذي نُعانيه سببه جفاف قلوبنا، مِن الرحمة، مِن المحبة، مِن الأخوة، مِن التَّراحم، مِن التَّعاطف.

ونحن سَنُصلي بعد صَلاة الفريضة إن شاء الله ركعتين صلاة الاستسقاء، لكن ثِقُوا تماماً أنَّ الله ليس بحاجة إلى صَلاتنا إن لم نؤدِّ مَا علينا مِن حقوق للعباد، مِن أداء للمظالم، مِن تراحم، ((ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء))، قَولٌ واضح للنبي عليه الصلاة والسلام، لا يحتاج إلى تفسير وبيان وإيضاح، يَجب علينا -أيها الإخوة- أن نَكون مُسلمين حقيقيين، مَسيحيين حقيقيين، مؤمنين حقيقيين، سوريين حقيقيين، نَعبد الله حباً له وحباً لعباده، لا نَعبد مصالحنا ودراهمنا، ولا نَعبد أبداً أبداً على الإطلاق الأهداف والغايات التي تُوصلنا إلى شهواتنا ومآربنا، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, ربنا آتنا مِن لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1015
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *