الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2017-05-07 الساعة 10:50:10
العباد الصالحون هم ورثة الأرض
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 08 من شعبان 1438 هـ - 05 من أيار 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن  بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَـذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ( [الأنبياء: 105-106].

معاشر السادة: في أواسط القرن الرابع عشر الهجري تحركت اليهودية وتذكرت بغتة أن لها صلة بفلسطين، وبدأ الهجوم الصهيوني على مراحل، وفرض على العرب أن يستسلموا، فإذا وُجدت رصاصة في البيت نُسفت جدرانه وسُوِّي بالركام، كم يبلغ عدد الشهداء في فلسطين مُنذ بدأ غزوها؟ ألوف وألوف، والمطلوب مِن المسلمين أن ينسَوا ويستكينوا.

إن الذين خاصموا الإسلام من قديم لا تَزال قلوبهم مُغلقة بالضغائن، ولا يزالون يبيتون الشر لمحمد ودينه، والغريب بعد ذلك كله أن يتهموا الإسلام بالعدوان، وهم الذين اسودت قلوبهم وصحائفهم بالمنكر من الأقوال والأفعال، هل يُترك هذا الطغيان ليُذِل العزيز ويُعز الذليل؟ هل يُترك هذا الطغيان يحق الباطل ويبطل الحق؟.

لقد أُمر المسلمون أن يعتمدوا على الله، ويقاوموا هذا العنف، وقيل لهم: لا تقبلوا الضيم ولا تُرخصوا الحق، وتذكروا دائماً قول الحق جل جلاله: )فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ( [محمد: 35].

إن السلام هنا يعني الضياع المادي والضياع الأدبي، ولا يتقبلهما إلا جبان خاسر الدين والدنيا، وهذا سِرُّ عشرات ومئات الأحاديث والآيات التي أوصت بالجهاد، وهو جهاد كما علمت في سبيل الله، لا إشباعاً لغرور، ولا تمشياً مع طمع، ولا جرياً وراء جاه، ولا عصبية لجنس ولا دعماً لباطل في هذه الحياة، بل إنه منع للكفر أن يقهر التوحيد، ومنع للظلم أن يجتاح الحقوق، ومنع للقوة أن تمحو العدل.

في جو مِن التوقير والتهيب نَرمق رجال صنعهم محمد صلى الله عليه وسلم المحب لربه الراضي عنه الفاني فيه، نفخ فيهم مِن روحه، فإذا هم لُيُوثٌ بالنهار رُهبان في الليل، يُؤثرون الله على أنفسهم، ويَنشدون قبوله بالنفس والنفيس، إنهم مُجاهدون أتقياء أشداء على الكفار رحماء بينهم.

كان الواحد منهم ينزع نفسه من أحضان عروسه ليلقى في سبيل الله حتفه، وهو مسرور مطمئن.

كان الواحد منهم يزهد عن الأهل والعشيرة في مجتمع قوامه العصبية للأهل والعشيرة، ويتغرب بعقيدته مستبدلاً أهلاً بأهل وعشيرة بعشيرة.

وعندما تنظر إلى دنيا الناس اليوم ترى العجب، ترى الكثيرين باعوا دينهم بعَرَض من الدنيا، وقالوا الزور حرصاً على منصب أو تطلعاً إلى آخر، أو تركوا الحق يموت مستوحشاً لأن إيناسه يغضب الجبابرة والكبراء، أين هؤلاء الصغار من الرجال الذين رباهم محمد صلى الله عليه وسلم، فاستقر بهم التوحيد وكان مُطارَدَاً، وعُرفت الآخرة في سيرتهم وكانت مجهولة.

أما محمد صلى الله عليه وسلم الوافد الغريب على أنصاره بالمدينة، فيتوجه أول ما يتوجه إلى بناء المسجد قائلاً مع البناة المتطوعين من صحبه: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فارحم الأنصار والمهاجرة))، فقد بدأ يَبني جيش الحق بكلمات مِن نور أو مِن نار، يقول: ((لغدوة في سبيل الله أو رَوحة خير من الدنيا وما فيها))، ويقول: ((ثلاثة لا تَرى أعينهم النار: عين حرست في سبيل الله, وعين بكت من خشية الله, وعين كفت عن محارم الله))، ويقول: ((مَا خالط قلب امرئ رهج –أي قلق وفزع- في سبيل الله إلا حرم عليه النار))، ويقول: ((مَن جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا))، هذه الكلمات إلى جانب آيات القرآن الكريم، إلى الجانب التطبيق العملي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أمد الرسالة دؤوباً جاهداً في نصرة الحق، كأنه كوكب دوَّار لا توقُّف ولا شرود، ذلك كله صنع الجيل الذي ثبت أركان الحق وأرسى قواعده إلى قيام الساعة.

وهنا سؤال يطرح نفسه: ما الذي جعل اليهود يتجرؤون على صفع الأمة بعد أن كانوا يحذرون من الاعتداء عليها؟.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خبيراً بطبائع الأمم وأسرار المجتمعات يوم اخترق أسداف الغيب، ثم تصور أن أمته قد يعتريها ما اعترى غيرها، فقال مُنفراً محذراً: ((ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى لو كان فيهم مَن أتى أمه علانية لكان في أمتي مَن يصنع ذلك)).

هل وقعنا في الدوامة التي أغرقت الأولين؟ ها هي الأمة اليوم يتنادى اللئام على أكلها، فإذا فتحت عينيك على مصير المسلمين الكالح لم تلبث أن تُغمضهما على القذى، فكيف كان ذلك، هل يدري مُدمن المخدرات ما يصنع عندما يفقد وعيه وتترنح خطاه ذات اليمين وذات الشمال؟ لا، إن صوابه الضائع يُخيل إليه الأمور معكوسة، فقد يُغني ويضحك حيث يجب أن يبكي ويحزن، ولكن الذين يرقبون عن قرب أو بعد ما يقع منه ويبنون أحكاماً على مسلكه أدنى إلى الحق من أحكام هذا المخدور على نفسه، ومن تصوره لما يفعل ويترك، وحال المسلمين منذ قرون قريبة الشبه من حال هذا المخبول الذي دارت العقار برأسه، فقد انطفأت مَصابيح الإسلام بأيديهم، وأمسوا يسيرون بلا خطة، ويحكمون بلا شرعة، ويفكرون بلا عقل، فلو قست المسافة ما بينهم وبين الرسالة التي آلت إليهم لكانت بُعد ما بين المشرقين والمغربين، كانوا في عالمهم الحالم لا يُدركون ما انتهوا إليه مِن ضَعف في أفكارهم وفي أعمالهم وفي وسائلهم وفي معايشهم، ولكن أعداءهم الأيقاظ لم يغفلوا عن هذا المصير، فوقفوا يتربصون بهم ومعهم المعاول التي يحفرون بها قبر الإسلام، وهل غفل -يا سادة- وهل غفل أعداء الإسلام يوماً عن الكيد له؟.

إن غزو الفرنجة ظل طيلة قرنين عنيداً في محاولاته اليائسة يبغي أن يجتث أصول الإسلام، فلما ارتد مدحوراً عاد أدراجه ليتأهب لا ليستريح، فلما كَرَّ بعد إعداد طويل لم يكن في المرة الأخيرة وحده، بل كانت معه الصهيونية الحاقدة، وقد حشدت اليهود معها نعم اليهود.

ولك أن تسأل: ومن أين جِيء بهم بعدما مُزقوا شر ممزق، وحاقت بهم لعنة الله فنبت بهم البلاد وأوغرت عليهم صدور العباد؟

والجواب: أن اليهود لم يُفكروا منذ كسر الصحابة شوكتهم في القرن الأول أن يَدخلوا مع المسلمين في حرب ما، ومر أحد عشر قرناً مِن تاريخ الإسلام واليهود لا يخطر بأنفسهم ولو مع الأمان الطائشة أن يدخلوا مع المسلمين في حرب أبداً، وكيف وحسبهم النجاء حيث كانوا حتى رأوا بأعينهم الأمة المرهوبة تضمحل وتذوى فضائلها ويذل جانبها، وتهز الفتن الماحقة كيانها، فعلموا أن أمرها أدبر وأن شملها تمزق، ومن ثَم تحرشوا بالمسلمين والعرب، وما زالوا يناوشونهم حتى اغتصبوا منهم فلسطين، ثم تمادى الغرور بهم حتى صاروا يزعمون أن أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل.

أرأيتم يا سادة كيف كُنَّا وإلى أين انتهينا؟ فهل ظلمنا ربنا؟ لا، ولكنه أنزلنا على سننه الخالدة كما أنزل غيرنا من الأمم.

إن الله عز وجل لم يَكره مِن اليهود أنهم دم معين، وإنما كره منهم أخلاقاً إذا تحولت إلى غيرهم تحولت الكراهية معها إليهم.

لقد انتصر السابقون الأولون من المسلمين لأخذهم بأسباب النصر المادية والأدبية، أما نحن فقد تجرأ اليهود علينا لتركنا هذه الأسباب.

إن فلسطين أرض المعراج ستبقى عين الصهيونية عليها دائماً حالمة بإقامة هيكلها المزعوم، ومتطلعة إلى هدم وطمس معالم المسجد الأقصى، وذلك حتى يَفقد الإسلام تاريخه وهويته، ويُؤكد هذه الحقيقة قول الصهيوني "جابوتنسكي" عندما وقف في المؤتمر الذي عقد في فرنسا في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين حيث قال: ]إذا رفضت بريطانيا أن تُسلمنا فلسطين فإن اليهود على استعداد لتحريك القوى التي تقضي على بريطانيا]، أرأيت أيها المسلم أيها العربي لماذا يتشبث اليهود بأرض فلسطين أرض المعراج؟ إنهم يُريدون الاستيلاء على خيرات الوطن العربي، إنهم يُريدون أن تكون القزم إسرائيل شوكة على مر العصور والأزمان في حلوق العرب والمسلمين، فحادثة الإسراء والمعراج هذه الرحلة الأرضية والسماوية، هذه المعجزة النبوية رحلة التأييد والتكريم، تُعلمنا يا عرب، تعلمنا يا سادة، تعلمنا يا مسلمون، أنَّه عَار علينا كمسلمين وعار علينا كعرب أن ننسى أولى القبلتين الشريفتين، أن ننسى أقصانا الشريف، أن ننسى بيت المقدس، أن ننسى كنيسة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام، والأمة اليوم إذا وقفت وقفة حق أمام الله وأمام التاريخ وأمام الأجيال وتساندت وتكاتفت وتعاونت وتعاضدت فإنها تستطيع بقوة الله جل جلاله أن تسترد الأقصى الشريف وتنقذه من براثن الصهيونية العالمية ومن مكرهم ودنسهم ونجسهم، أما إذا بقيت هذه الأمة مُتفرقة متنازعة متخاصمة، فهيهات هيهات أن يعود إليها أقصاها، وأن تعود إليها كنيسة بيت لحم، وهيهات أن تعود إليها كرامتها وعزتها.

وها نحن اليوم في ظل يوم مبارك، في ظل مناسبة جليلة، إنها مناسبة يوم الشهداء، عيد الشهداء.

إن فلسطين الحبيبة قدمت الألوف الألوف من الرجال المقاومين، الذين ما زالوا يقولون وعلى مسمع العالم أجمع: ستبقى فلسطين عربية، وسيبقى أقصانا للمسلمين وللإسلام، لا نهاب إرهابكم، ولا نهاب إجرامكم، ولا نلتفت إلى تواطئ مجلس الأمن معكم، فنحن هنا أصحاب حق، فكل الحب والإجلال للأسرى في سجون الاحتلال، للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، للأسرى السوريين في سجون الاحتلال، كل الحب والإجلال للمقاومة الفلسطينية في غزة، الذين يقفون شوكة في حلق نتنياهو، وفي حلق ترامب، ومن قبل ترامب، ومن بعد الذي سيأتي بعد ترامب، لأن هؤلاء الرجال هؤلاء المقاومون أدركوا أن طريق الشهادة هو الطريق الوحيد الذي يعيد لنا حقنا، والذي يُعيد لنا سيادتنا وقدسيتنا.

ونحن في يوم عيد الشهداء، نتذكر شهداءنا الأبرار الذين أعدمهم السلطان العثماني جمال باشا، والذين أعدمهم من بعد الفرنسيون، والذين أعدمهم بعد داعش، فالتاريخ يعيد نفسه لكن بمسميات مختلفة وبأسماء مختلفة.

عيد الشهداء -يا سادة- يعلمنا أن هؤلاء الشهداء هم المنارة الحقيقية لنا، هم الأسوة والقدوة لنا، ستبقى دماء شهداء رجال الله رجال الجيش العربي السوري منارة على مر التاريخ والعصور، منارة للأجيال يهتدون بها، ويتعلمون من هؤلاء الرجال الكبراء أن الكرامة لا تكون إلا بالدم، وأن الدفاع عن الحقوق لا يكون إلا بالدم، وأن الرجولة لا تكون إلا بالدم، ولولا دماء هؤلاء الشهداء لاستطاعت داعش بقيادة أمريكا وتوجيه سعودي قطري تركي أن يُنزلوا هذا العلم من سماء الجمهورية العربية السورية، لكن رجال الله رجال الجيش العربي السوري رفعوا هذا العلم بدمائهم الطاهرة، رفعوا هذا العلم بصدقهم مع الله أولاً، ومع وطنهم ثانياً، ومع الأجيال ثالثاً.

كل الحب والإجلال لشهداء رجال الجيش العربي السوري، ولشهداء المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، ولشهداء القوى الرديفة التي تُقاتل بحق وتقف بحق إلى جانب رجال الله رجال الجيش العربي السوري.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك.

فقوا أيها الإخوة لندعوا لرجال الله رجال الجيش العربي السوري احتراماً لجروحهم الطاهرة، تعظيماً لدمائهم الطاهرة، وهذا من حقهم علينا جميعاً، لأنهم لولاهم لما وقفنا على هذا المنبر، ولما صلينا في هذا المسجد، ولا مساجد هذا الوطن.

اللهم إنا نسألك أن تنصر رجالك رجال الجيش العربي السوري, اللهم إنا نسألك أن تنصر رجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تمدهم بمدد من عندك, اللهم إنا نسألك أن تؤيدهم بملائكة من عندك, اللهم إنا نسألك أن تجعل دماء شهدائنا الأبرار نوراً يتلألأ بين أيديهم إلى قيام الساعة يارب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, وأن تجعل دائماً هذا الحزب المقاوم شوكة في حلوق الصهيونية ومن يدور في فلكهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, وأهلك أعداءه وحُساده, وأهلك أعداءه وحُساده، فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1122
تحميل ملفات
فيديو مصور