يقع جامع الدلبة في مدينة دمشق القديمة خارج أسوارها الشمالية. في منطقة خان الباشا (بحصة و سنجقدار) , على

الضّفة الشمالية لنهر بردى مباشرةً , وعلى تقاطع سوق السروجية مع شارع الملك فيصل , جنوبي سوق الهال القديم و شمالي القلعة .

وهو مشيّدة أثرية يظهر من طراز بوائكها و عقود حرمها أنّه من العصر المملوكي, غير أنه مجدّد في نهاية العصر العثماني سنة 1315ه / 1897م.

و الجامع ذو مساحة كبيرة تُقدّر ب 471م2 ,ولكن لا يظهر شيء من عناصره المعمارية للشارع العام سوى مدخله و المئذنة الصغيرة التي تعلوه ,وأمّا باقي واجهة الجامع الشمالية الرئيسية فهي مغطّاة و مشغولة بالدكاكين الحرفية المتنوعة الممتدة على الضفة الجنوبية لشارع الملك فيصل .

و مدخل الجامع ذو واجهة مبنية من مداميك الحجر الأبلق (الأبيض و الأسود) تحوي باباً مستطيلاً بساكف مستقيم يعلوه شباك نصف دائري (مندلون) مغطىً بالمشبكات المعدنية , و قد غُطّي المدخل مع الدكاكين المجاورة بمظلة قرميدية مستحدثة أساءت الى مدخله الأثري المتواضع.

و تعلو المظلة و على محور المدخل مئذنة الجامع الخشبية ذات الارتفاع البسيط, و مسقط جذعها القصير مثمن يحمل شرفة مثمنة ذات درابزين بسيط و أعمدة خشبية في أركانها تحمل مظلة خشبية مثمنة أيضاً , و قد ارتفع فوقها جوسق مثمن بسيط ثم قلنسوة مخروطية هرمية متوّجة بالهلال.

يفتح باب الجامع الى دهليز ضيّق طويل يؤدي في نهايته الغربية عن اليمين الى دهليز آخر يؤدي الى المطهرة , وكذلك يؤدي في نهايته الجنوبية الى بابين ; باب شرقي يفتح على الميضأة الرخامية المستحدثة على الجدار الشمالي للحرم , وباب خشبي جنوبي يفتح على الحرم.و الحرم ذو مسقط شبه مستطيل يغطّيه سقف خشبي تقليدي يتألّف من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة , يفصل بينها بائكتين من العقودالحجرية النصف دائرية , ترتكز إما على دعائم جدارية و دعائم حجرية مربّعة, أو على أعمدة حجرية أسطوانية و بيضوية ذات تيجان و قواعد دائرية و مربّعة بسيطة, أو على أعمدة اسطوانية منحوتة بشكل تحزيز مائل ذات تيجان بزخارف نباتية.

و يوجد في الزاوية الشمالية الشرقية للحرم درج يُصعد عبره إلى سدةٍ خشبية غطّت الرواق الشمالي الأول للحرم , و قد فُتح باب في جدارها الشمالي يُفضي الى دهليز فوق دهليز المدخل يؤدي في نهايته عبر درج صاعد الى المئذنة الخشبية . و عُمِل كذلك مصطبة رخامية في النهاية الغربية لهذا الرواق الشمالي ترتفع بمقدار درجة عن مستوى أرضية الحرم , و نُفّذ على جدارها الشمالي جلسة رخامية مخصصة لصلاة كبار السن و المرضىى . و أما الرواق الأوسط في الحرم فلا يميزه سوى وجود قفّاعة (جزء مرتفع من السقف) ذات سقف خشبي في وسط سقفه , فُتح في جهاتها الأربع شبابيك زجاجية للانارة والتهوئة .

واما الرواق الجنوبي ( القبلي) فان مساحته تزيد قليلا من الجهة الشرقية عن الرواقين السابقين.و الواجهة الجنوبية لهذا الرواق بسيطة و مدهونة بالطلاء الأبيض كما الواجهات الباقية و لكن ينصّفها محراب حديث ذو حنية نصف دائرية كُسيت بالرخام , و عمل عن يمينه منبر رخامي حديث أيضاً يُصعد اليه عبر ثلاث درجات . و يوجد عن يمين المنبر المحراب الأثري المشيّد من الحجر البازلتي الأسود , و هو ذو حنية نصف دائرية أيضاً تعلوها صدفة شعاعية زخرفية نصف كروية ذات العقد نصف دائري يعلوه صف واحد من المقرنصات الحجرية . و تتوزع ستة شبابيك مستطيلة على كامل الواجهة القبلية جُعل الشرقي منها باباً يُخرج منه إلى النهر. و توزعت كذلك فوق هذه   الشبابيك و فوق المحرابين شبابيك علوية مربعة و زجاجية.

و أما الواجهة الجنوبية الخارجية للحرم فهي بسيطة و تطل على نهر بردى,

و مغطاة باللياسة و الكلسة البيضاء , و يبرز سقف الحرم الخشبي فوقها قليلاً نحو الخارج مع وجود ميازيب لتصريف مياه الامطار بين كل شباك و آخر , حيث توزّعت الشبابيك السفلية و العلوية عليها كما سبق وصفها.

    مراجع للإستزادة:

·        يوسف بن عبد الهادي , ثمار المقاصد في ذكر المساجد , الذيل لأسعد طلس ،  مكتبة لبنان , بيروت 1975م.

·        قتيبة الشهابي , مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجماليّة , منشورات وزارة الثقافة , دمشق1995م.

دراسة واعداد

السيد الدكتور محمد معتز سبيني

السيد المهندس زكريا كبريت

السيد المهندس جمال كبريت