يقع مسجد تحت القناطر في مدينة دمشق القديمة ضمن السور ، في منطقة خراب على العقار رقم 280. تطلّ واجهته الرئيسية الجنوبية على شارع مدحت باشا الذي يخترق دمشق القديمة من باب الجابية إلى باب شرقي ، وتحدّه المدرسة المحسنية (بيت العظم) من الجهة الشرقية ، غير بعيد عن مسجد الزهراء الذي هُدم حديثاً.   

وهو مشيّدة أثرية من العهد العثماني المتأخر ؛ تحتوي على مسجدٍ ، وسبيلٍ موجودٍ في الطرف الشرقي لواجهة المسجد الرئيسية الجنوبية. وإن تسمية المسجد جاءت بسبب وقوعه في منطقة تحت القناطر الكائنة في حي الخراب ، حين كانت القناطر تغطي السوق الطويل (مدحت باشا).

كتلة المسجد ذات شكل مستطيل بأضلاع غير مستوية وبأبعاد تبلغ حوالى 18×10م ، وقد تمّ ضمّ الفراغ الضيّق الشرقي إلى المسجد ليصبح هو مدخل الجامع بعد انتهاء أعمال الترميم. وله باب خشبي ذي مصراعين معقود بعقدٍ نصف دائري يفتح على دهليز المدخل المؤدي إلى بهو الدخول الذي يُصعد منه عبر درج شرقي إلى سطح المسجد ، ويؤدي عبر باب شمالي منه إلى الميضأة والمطهرة ، وعبر باب غربي إلى قاعة الحرم ذات المسقط المستطيل بمساحة تقريبية تبلغ حوالى 125م2. يتألف الحرم من ثلاثة فراغات مفتوحة على بعضها بشكل متتالٍ من الجنوب إلى الشمال عبر عقدين مدببين واسعين ومرتفعين من الحجر الأبلق ، يستند أولّهما على الجدارين الشرقيّ والغربيّ ، والعقد الثاني على نصفي تاجين مزخرفين.  ويستند سقف الفراغ الأول في منتصفه على جسر عرضي خشبي. وسقف الحرم خشبي سنامي بميول يتجّه نزولاً للشمال والجنوب ، ويسقف الفراغ الأوسط بين العقدين قفّاعة مرتفعة ذات سقفٍ خشبي مستوٍ وواجهات ذات شبابيك زجاجية مستطيلة. واجهات الحرم الداخلية بسيطة وخالية من الزخارف ومدهونة بالطلاء الأبيض ، غير أن واجهته الجنوبية ينصّفها المحراب ذي الحنية النصف دائرية ، والمكسوّ بالرخام الحديث. ويوجد عن يسار المحراب شباك إقتُطع جزء سفلي منه ليكون سبيلاً وعن يمينه شباك مماثل ذي عقد نصف دائري ، ثم باب أُغلق ليستعمل فراغه كمنبر للخطابة.

الواجهة الجنوبية الخارجية الوحيدة للمسجد مبنية من مداميك من الحجر البازلتي الأسود إلى إرتفاع يغطي الفتحات السفلية المتناظرة : باب غربي مغلق ، وشرقي هو مدخل الجامع ، معقودان بعقد نصف دائري مغطّى بقضبان حماية معدنية شعاعية ، ثم شباكان متماثلان بينهما معقودان بعقد نصف دائري أيضاً ومغطّيان بمشبّكات معدنية ، يحوي الشرقي منهما في أسفله على سبيلٍ من الحجر المزّي معقود بعقد ثلاثي ذي مفتاح زخرفي بشكل رأس سبع محورٍّ إلى زخارف نباتية. يبلغ ارتفاعه 2م وعرضه 1,18م وعمقه 0,83م. ويعلوه إفريز من الحجر المزّي. تصل المياه إلى جرن حجري بداخله من طالع قريب. والجزء العلوي من الواجهة مغطاة باللياسة والطلاء الكلسي تحوي مظلتين خشبيتين متناظرتين يعلوهما شباكين مستطيلين.

وتظهر غرفة علوية (الطيّارة) أعلى شرقي الواجهة تحتوي على باب جنوبي زجاجي ، وقفّاعة الحرم في وسطها المحتوية على ثلاثة شبابيك زجاجية مستطيلة ، والمئذنة المستحدثة في زاويتها الغربية.  

والمئذنة خشبية ذات مسقط مثمن ، وشرفة ذات درابزين مشغول بالزخارف الهندسية تغطّيها مظلّة خشبية بارزة ذات إطار معدني مخرّم ، يعلوها جوسق ضيق صغير ينتهي بقلنسوة مخروطة هرمية مدببة متوّجة بالهلال .

مراجع للإستزادة:

-       يوسف بن عبد الهادي ، ثمار المقاصد في ذكر المساجد ، الذيل لأسعد طلس، مكتبة لبنان، بيروت 1975م.

-       قتيبة الشهابي ، مآذن دمشق ، وزارة الثقافة ، دمشق 1993م.

    -  طرقجي وخشّان ، السبل في مدينة دمشق ، الجمعية التعاونية للطباعة ، دمشق 2003م.                               

    -  عبد الرحمن النعسان ، سبل المياه في مدينة دمشق القديمة ، المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ، دمشق 2008م.